صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك
خارطة مبادئ لأبناء حضرموت في رسم مستقبلهم
▪️مقال بقلم /د. سعد الدين بن طالب
حضرموت لها هويتها التي تستمدها من تاريخ و ثقافة وجغرافيا. وتجد نفسها اليوم في مفترق الطرق بعد أحداث اليمن الأخيرة التي تتجه نحو انهيار الدولة التي انتمت إليها بدون خيار أو إرادة منها، كما كانت منتمية منذ الاستقلال كذلك لدولة اليمن الجنوبية، أيضا بدون إرادة صريحة من أبنائها.
الجهود الدولية والإقليمية الحالية تتجه إلى إعادة صياغة الوضع اليمني، وبدون اعتماد مبادئ الحق والحرية، غالبا باعتماد مبدأ القوة العسكرية المفروضة. لا يبدو أن هذا النهج سينجح في تحقيق سلام دائم.
لدى أبناء حضرموت فرصة، مهما بدت بعيدة المنال، أن يفرضوا أنفسهم على الصياغة المقبلة، و ذلك يتطلب، بدرجة كبيرة، قيادة واعية وقوية وشعب موحد خلفها. وهذا ليس مستحيل، بل قابل جدا للتحقيق إذا انتشر الوعي ونمت الإرادة عند أبناء حضرموت.
علينا أولا أن نضع المبادئ الأساسية التي نُلزم بها اللذين يفاوضون عن حضرموت:
*أولا: السيادة*
السيادة التي نقصدها هي أن يكون لأبناء حضرموت الحق الغير منقوص في تقرير مستقبلهم على أرضهم وجغرافيتهم وثرواتهم وطبيعة إدارة وطنهم بالطريقة التي يقررونها.
ولهم كذلك الحق في الدخول في أي اتحاد يقررون بشروطهم ويمكن التنازل عن “بعض” السيادة في سبيل ذلك، مع الاحتفاظ بالحق السيادي بالخروج من أي اتحاد إذا قرر شعب حضرموت ذلك.
(أمثلة لذلك .. أقاليم كندا و المملكة المتحدة في استفتاءات كويبك واسكتلندا)
*ثانيا: الحقوق والحريات*
إن حقوق وحريات أبناء حضرموت يجب أن تُقرر في حضرموت عن طريق دستورها الذي يلتزم بكل ما اتفق عليه عالميا من حقوق للإنسان، وإن دخلت حضرموت في أي اتحاد، فعليها أن لا تنقص من تلك الحقوق، بل يمكن أن تعظمها .
*ثالثا: الدستور والقانون*
كل ما ذُكر أعلاه يجب أن يُترجم حقوقيا في دستور وقانون يحفظ تلك المبادئ ولا يُنقصها،
وكذلك أن يضمن المبادئ الأساسية لأي دولة حديثة مثل العدالة والحرية وسيادة القانون والديمقراطية والنزاهة وتداول السلطة، إلى آخر تلك المبادئ.
مما سبق، علينا أن نفهم ونتمسك بقوة بمبدأ “السيادة” قبل أن ندخل في تفاصيل أخرى، مثل الثروة أو السلطة المحلية أو صلاحيات مالية، فكل هذا يجب أن يستمد من *”السيادة”* على أرضنا وشعبنا ومستقبلنا..
هذا حق سُلب منا في السابق و لا يجب أن نتنازل عنه اليوم.
#حضرموت_امة_عالمية
