هل كفّر الشيخ الديلمي شعب الجنوب؟!
▪️ مقال الأستاذ / صالح بن محمد باكرمان
الشيخ الديلمي كفّر طائفة الإلحاد ولم يكفر الجنوبيين، بل نفس الفتوى تدل على أنه لا يكفّر الجنوبيين، لأن الفتوى قائمة على أساس جواز رمي الترس من المسلمين إذا تترّس بهم الكافر ، فالفتوى تتحدث عن طائفة مرتدة وترس تتترّس بهم تلك الطائفة المرتدة ، فأجاز رمي الترس من أجل القضاء على تلك الطائفة ، والمراد بالترس الشعب الجنوبي الذي تترّست به طائفة الردة والإلحاد من الحزب الاشتراكي الذي كان يدرسنا في المدارس : لا إله والحياة مادة ، وكان يدرسنا الديالكتيك والحتمية التاريخية التي تؤول إلى الاشتراكية فالشيوعية فالمشاعية ، وكان أكبر المعظمين عندهم : كارل ماركس وإنجلز ولينين وفي فترة ماو تسي تونغ وكيم إيل سونغ . وكانت القدوة من النساء هي ناديجداكروبسكايا رفيقة لينين..
لن أنسى قط حقبة عاشرتها وحياة مارستها ، وأفكارا حفظتها ، وأيديلوجيا رأيت آثارها وثمراتها المناقضة لديني الحق . إن الحزب الاشتراكي في 94 لم يكن قد ترك أفكاره ومحاربته للدين وحقده الدفين على الملتزمين بالدين ، وكنا أيام حرب صيف 94 نحن الملتزمين في خوف شديد، بل ألقي القبض على الشيخ عوض بانجار رحمه الله ، والشيخ علي بكيير حفظه الله الرجل المسكين الموادع ، والشيخ عبد الله اليزيدي حفظه الله ، ومجموعة من الشباب ، وكان بعض الحزبيين يقولون لنا استخفافا واستهتارا : “معنا باخرة مواس بانحلق بها لحاكم.!!” . وكنت في آخر الأيام ملاحقا ثم ألقي القبض على بعض طلابنا لتتم الخطة الشيطانية حيث لفقوا ظلما وزورا أنه التقى ببعض عملاء الشمال ، وأن ثمة خطة إنقلابية على البلاد يقودها بانجار والمعلم وأنهم وجدوا هذه الخطة في مكتبة مسجد ” فتح الرحمن ” المسجد الذي كنت إماما فيه ، كانوا يحيكون خطة للقضاء على كل المشايخ والدعاة ، ولكن الله كان لهم بالمرصاد ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله..
في تلك المرحلة سئل الديلمي عن مقاتلة هذه الطائفة وهم يحتمون بالشعب الجنوبي المسلم فأجاز مقاتلتهم بناء على مسألة الترس التي يذكرها الفقهاء ، فاعتماده على مسألة الترس دليل لا يدع مجالا للشك إنه يحكم بإسلام الشعب في الجنوب ، وأن كلامه وفتواه منحصرة في الطائفة المارقة الملحدة .
إننا لا نريد أن نجتر الماضي ، ولكن هناك من يجرّنا إليه وينكأ الجراح ، ونحن نقول بحق : إنها مرحلة قد مضت ، وكثير من الاشتراكيين قد صاروا من أفضل الناس اليوم ، وكثير منهم كان يماشي المرحلة ، ولم يبق إلا القليل الذي بقيت تعشعش في رؤوسهم الاشتراكية أو العلمانية ، ونحن نسأل الله أن يهديهم ، وأن يردهم إلى الحق وصراط مستقيم .