ارتبط جشع التجار مع الحروب واستغلال الأزمات ، بل دأبت الماسونية التي يقودها الصهاينة على إشعال الحروب وتغذيتها للسيطرة على الإقتصاد العالمي ، ونجد أن كل حرب يوجد من يوقدها ويشعلها وهم تجار الحروب ومصاصي دماء الشعوب وقد يكونون من الخارج أو من الطبقة الخسيسة في الوطن .
التجارة في الحروب مربحة بنسب عالية جدا وهي تخلق تفاوت طبقي كبير فنجد الأغنياء غناهم فاحش والفقراء في فقر مدقع .
في هذا المقال سوف نسلط الضوء على الغلاء في حضرموت بمنظوري الشخصي قد أصيب وقد أخطئ .
يرى البعض أن الغلاء المتجذر في حضرموت سببه الحرب وتجارها .
حضرموت منذ عام 1967 م تعرضت لممارسات كثيرة أقل ما يقال عنها اغتيال لوطن كامل فقد عطلت جميع سبل النهضة الحديثة بكافة صورها الأقتصادية والتنموية لا موانئ لا مطارات لا مصانع لا طرق حتى جاءت الوحدة فاستبشر الناس خيراً.
حتى بعد المماحكات السياسية وأحداث 1994 م وانتصار الوحدويون وقف جل الشعب الحضرمي مع الوحدة وبدأ عصر جديد وتكشف وجه لا يقل قتامة عن سابقه إنما بأسلوب أحدث وأنعم في التعامل.
أنشأت الطرق ، وتم سفلتت بعض الوديان لكن هل لخدمة المواطنين أم لنقل الثروات؟
لو كانت للمواطنين لعملت الجسور في الوديان وسفلتت المدن والهجرات بالكامل لكن مع مرور الوقت اكتشفنا أن كل الطرق التي عبدت تخدم حركة نقل الثروات بالدرجة الأولى ومع أن مساحة حضرموت تعد أكبر مساحة جغرافية في كامل الجمهورية اليمنية إلا أن الحكومة اليمنية لم تستثمرها ولم تشجع على استثمارها المصانع الوحيدة التي سمعنا عنها مصانع التونة وأغلب منتجاتها تصدر للخارج .
حتى الزراعة لم تشجع في حضرموت ولم تقدم الدولة أي شيء يذكر لمساعدة المزارعين والوقوف على احتياجاتهم مع أنها منطقة زراعية .
استرسلت بعيدا عن موضوع الغلاء لكن هذه كلها مقدمات لما توصلت له فأمامنا محافظة لا يوجد فيها مصانع غذائية والزراعة فيها غير مدعومة والمنافذ البحرية والجوية لا تستقبل السلع الغذائية والتموينية.
كان اعتمادهم قبل الحرب على صنعاء والحديدة وعدن لكن مع الحرب توقف تدفق هذه السلع وتوقفت أغلب المصانع فاضطر التجار لجلب السلع من دول الجوار وهنا كانت بداية الغلاء فالدول المجاورة كالمملكة العربية السعودية مستوى المعيشة فيها أغلى من حضرموت وزادت فوقها أجور النقل المكلفة جدا مما جعل السلع في حضرموت أغلى من نظيراتها في المملكة.
وكذلك ما يأتي من دولة عمان وإن كانت المنتجات العمانية تعد أرخص من نظيراتها السعودية وبعض ما يأتي من دولة الإمارات العربية المتحدة وهذا بحد ذاته يرفع من قيمة السلعة ويقلل من جودتها أيضا .
أنا هنا لا أبرئ التاجر ولا السلطة بل أحمّلهم الوزر بسبب اتكالهم على الحلول السريعة وعدم اتخاذ خطوات وتدابير قوية تؤدي لتقوية الاقتصاد والبحث عن بدائل أكثر جودة وأقل سعر .
فحضرموت في قلب الملاحة البحرية التي تنقل للعالم احتياجاتهم ومؤنهم ،لماذا نشتري الرز من المملكة أو من عمان؟ ونحن نستطيع أن نستورده من مصدره في الهند وبنجلاديش لماذا نشتري القمح والحليب من عمان؟ ونحن نستطيع أن نجلبه من استراليا أين عمالقة الاقتصاد الحضرمي لماذا لم نسمع أحدا منهم أنشأ مصنعاً لتكرير الزيوت أو أي سلع تموينية في حضرموت؟ .
نأمل أن تتحد السلطة مع تجار الداخل والخارج لإيجاد حلول جذرية لهذا الأزمة المتأصلة .
عادل بن سعيد بن طالب