عفوا .. فالطارف غريم

عفوا .. فالطارف غريم

▪️مقال للأستاذ/ سلطان التميمي

تحت هذه الجملة “الطارف غريم” استُحلّت كثير من الدماء البريئة المعصومة، وتوارثت الأجيال لعنات الثارات وحمّامات الدماء.

وطَرفُ الشيء في اللغة منتهاه، والشاة الطارفة أي القاصية التي تكون مطمعا للذئاب، والطارف في مقالنا هذا هو الشخص القاصي الذي لا ذنب له سوى أنه من عشيرة أحد الجناة.

وفي ظل غياب أو ضعف الدولة والمفهوم الخاطئ في نصرة الجاني من قبل قومه وعشيرته والمدافعة عنه والسعي في فكاكه من السجن بأي وسيلة جعل أهل المجني عليه يترصدون هذا الطارف من عشيرة الجناة كي يأخذوا بثأرهم المزعوم من هذا الطارف الذي لا ناقة له في هذه المأساة ولا جمل، وهكذا يستمر المسلسل فيصبح طارف القوم الآخرين غريما تترصده عشيرة الطارف السابق وهكذا دواليك.

ما دفعني لكتابة هذا المقال هو بارقة الأمل التي تجلّت في وعي وحكمة مقادمة وعقّال قبيلتين عريقتين بادرتا بتوقيع اتفاقية هي الأولى من نوعها في وقتنا هذا وتنص على (عدم المتابعة والمدافعة عن الجناة نهائيا عند الجهات الرسمية وغير الرسمية وأن الجميع يد واحدة في المطالبة لأن يأخذ الجاني أياً كان جزاؤه العادل).

إن هذا النص الذي توافق عليه مقادمة القبيلتين (آل طالب) و (آل جابر) بوساطة من هيئة الصلح والتحكيم بمرجعية قبائل حضرموت، كفيل بأن يقضي على باب الثارات القبلية ويجنب حضرموت مأساتها التي استمرت لعقود يتوارثها الأجيال.

وهذه الاتفاقية التي يجب أن تحتذي بها جميع القبائل والأسر في بلادنا؛ تعد الخطوة الأولى في عملية إحلال السلام في وقتنا هذا بين فئات وأفراد المجتمع الحضرمي، ويجب أن تحظى بدعم وتأييد وتشجيع الجميع (سلطة ونخب ومكونات وأفراد) حتى تعمم هذه التجربة على الجميع وينعم المواطن بالأمن والأمان في بلاده.

والله من وراء القصد ،،،