هل تسهم زيارة “باجرش” في التخفيف من معاناة مواطني حضرموت من انقطاعات الكهرباء؟!
▪️مقال للأستاذ/ عبدالحكيم الجابري
في لحظة لم أكن أتوقعها، وكانت كما يقال صدفة خير من ألف ميعاد، التقيت قبل ظهر اليوم الاثنين بالشيخ عمر عبدالرحمن باجرش، وكطبيعة أي لقاء بين أخوين وصديقين لم يلتقيا منذ سنوات، كان لقاءا حارا، مفعما بالمشاعر الأخوية الصادقة، ورغم انشغاله لحظتها، ورغم التغيرات والتبدلات في الملامح، بسبب مآسي الحياة ومصاعبها، إلا أن القلوب ظلت على عهدها ومعرفتها ببعضها البعض، وكان أول سؤال وجهه لي: ايش حصل لك يا بوعماد؟! كان سؤال أخ محب لأخيه سائه حاله، فما كان ردي على سؤاله الا أن طمنته، وقلت له أنا بخير وعافية ولكنها السنوات العجاف، التي تأكل الأخضر واليابس والأعمار..
الأهم في الموضوع هو أنّ الأخ عمر باجرش، الذي وصل إلى أرض الوطن قبل أيام قليلة، لم يهدر وقتا حتى في راحته بعد تعب السفر، إنما باشر تحركاته لتجاوز الصعوبات والخلافات، التي افتعلتها جهات في السلطة المحلية والحكومة، وأدت إلى اضطرار شركة إنتاج الطاقة الكهربائية المعروفة باسم محطة باجرش، إلى التوقف عن العمل، ما ضاعف معاناة سكان مديريات ساحل حضرموت من انقطاعات التيار الكهربائي، ورغم محاولات السلطة تجاهل دور وأهمية “محطة باجرش” في تغطية عجز التوليد الكهربائي منذ سنوات، إلا إنها عجزت وفشلت فشلا ذريعا، وزادت المعاناة رغم تبديد ملايين الدولارات في شراء الطاقة من شركات أخرى..
خلال حديثنا السريع، ألمح لي الأخ عمر باجرش بأن هناك انفراجة قريبة بإذن الله، وأنه حريص كل الحرص على المساهمة في التخفيف من معاناة أهله وناسه في ساحل حضرموت، قائلا أنهم كأسرة وشركة سيتحملون مزيد من المتاعب في سبيل التخفيف عن أهلهم في حضرموت..
كلنا ثقة أن زيارة الشيخ عمر باجرش للوطن، وهو الذي بقي مضطرا للمكوث بعيدا عنه في السنوات القليلة الماضية، مثله مثل كل رجال المال والأعمال، بسبب الحرب والأوضاع المزرية وغير المطمئنة، إلا إنه سيعمل على تجاوز الأسباب التي أدت إلى توقف محطتهم عن توليد الطاقة، وأنهم سيكونون عونا لأهلهم في تجاوز هذه المحنة والظروف العصيبة، وبهذا الخصوص، لابد من توجيه الشكر للمهندس فؤاد واكد، الذي يبذل جهودا كبيرة ويدير الأزمة بحنكة واقتدار، والشكر موصول للدكتور خالد سلمان العكبري، المدير العام لفرع شركة النفط اليمنية، الذي يبذل كل جهد لتذليل الصعاب، في توفير احتياجات محطات الكهرباء من وقود، سواء عبر المنحة السعودية أو التجار..
تمنياتنا للشيخ عمر باجرش بإقامة طيبة في وطنه وبين أهله ومحبيه، وكل التوفيق لمن يبذلون الجهود من أجل التخفيف عن معاناتنا في هذه الأجواء الساخنة..
ينتمي الشيخ عمر عبدالرحمن سالم باجرش الى أسرة تجارية عريقة، وهو واحد من كبار رجال الأعمال اليمنيين، وقد تقلّد الكثير من المناصب الحكومية والتجارية، أبرزها ممثلا لليمن في اتحاد الغرف التجارية العربية للفترة 1994-1998، ويشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس إدارة بنك الأمل للتمويل الأصغر ممثلا للقطاع الخاص فيه، كما يشغل رئيس مجلس إدارة مجموعة باجرش التي تتوزع فروعها في اليمن ودول الخليج، كما يشغل رئيسا لغرفة تجارة وصناعة حضرموت، ورئيس الجمعية الشعبية الخيرية، إضافة إلى كونه رئيس مجلس إدارة شركة المكلا للحديد والصلب، كما يرأس العديد من المنظمات الأهلية والاجتماعية في اليمن.