دول وقيادات خلف إغراق حضرموت بالمخدرات
▪️ مقال للأستاذ/ عبدالحكيم الجابري
في 26 يونيو من كل عام، يحيي العالم اليوم العالمي لمكافحة المخدرات والاتجار غير المشروع بها، وهو اليوم الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، لتكون مناسبة يشهد فيها العالم أنشطة وفعاليات، للتوعية بمخاطر واضرار الاستخدام الخاطئ للمخدرات.
وبهذه المناسبة تبذل كثير من الجهود على مستوى العالم، لمواجهة ومكافحة المخدرات، ويهدف هذا الاحتفال العالمي، الذي تدعمه كل عام الأفراد والمجتمعات المحلية والمنظمات المختلفة، في جميع أنحاء العالم، إلى زيادة الوعي بالمشكلة الرئيسية، التي تمثلها المخدرات غير المشروعة في المجتمع، وتعزيز العمل الدولي لإيجاد مجتمع عالمي خال من المخدرات.
حضرموت وهي تشارك العالم إحياء هذا اليوم، لابد أن يدرك المسؤلين فيها، والقيادات المجتمعية والأهلية على مختلف المستويات، المخاطر التي تمثلها آفة استخدام المخدرات وأضرارها، سوا على الفرد أو الأسرة أو على المجتمع بشكل عام، الأمر الذي يجعلهم ملزمين بالقيام بمسؤلياتهم الوطنية والانسانية، لمواجهة المخدرات ومكافحتها، من خلال وضع الخطط واتخاذ الإجراءات، التي من شأنها محاصرة وتحجيم مساحات انتشار تناول المخدرات أو الاتجار بها، على طريق القضاء عليها، وعدم السماح لها بأن تتحول الى ظاهرة، يتأذى بسببها الأفراد والمجتمع بشكل عام، ومن ثم الوصول إلى “حضرموت خالية من المخدرات”، وهو طموح كل حضرمي.
على مدى العقود الماضية، كانت حضرموت وجهة لمهربي المخدرات من كثير من بلدان العالم، الذين كانوا يتخذون من حضرموت ممرا نحو بلدان الخليج، ولم تكن تجارة المخدرات في حضرموت أساسية، الا ان الأمر اختلف بعد ماسمي بثورة الشباب في صنعاء، اذ اتخذ عدد من تجار المخدرات حضرموت وتحديدا بعض مناطقها مراكزا لهم، يوزعون عبرها سمومهم داخليا وخارجيا، وتحول الامر من تجارة فردية الى سلوك دول، تتعمد اغراق المناطق الحضرمية بالمخدرات، من اجل تحقيق أهداف سياسية، لن تتأتى لها الا باخراج الشباب عن وعيهم، وتدمير عقولهم بالمخدرات.
وفي أجواء الحرب القائمة منذ سبع سنوات، باتت حضرموت كغيرها من مناطق اليمن، هدفا لعدد من البلدان لاغراقها بالمخدرات، واخراج طاقاتها وقدراتها الانسانية عن الجاهزية، وانتشرت المخدرات على مستويات مختلفة، وهناك أحاديث ومعلومات يتم تداولها عن تورط قيادات عسكرية ومدنية في هذه التجارة القاتلة، خاصة في مديريات وادي وصحراء حضرموت المحاذية للمملكة السعودية، والقريبة نسبيا من دول الخليج، الأمر الذي يجعل من تمكين ابناء تلك المناطق من أمنها أمرا ضروريا وملحا، لأنهم سيكونون أحرص على سلامة مناطقهم ومنع المخدرات فيها تجارة او تعاطيا.
بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة المخدرات والاتجار غير المشروع بها، فإنه من الضرورة بمكان، أن نشير إلى أهمية دور المواطنين في مكافحة هذه السموم، فالمواطن وهو صاحب المصلحة الكبرى، في القضاء على الجرائم والظواهر السلبية، فإنه مطالب بالتعاون مع الأجهزة والإدارات المعنية، فالمسؤلية في هذا الجانب تشاركية، بين الأمن بمختلف اداراته وأجهزته والمواطنين، ويظل دور الأجهزة الرسمية قاصرا، إن لم يجد التعاون الكامل من المجتمع بشكل عام، وحضرموت التي تجتمع قلوب جميع أبنائها على حبها، فهي تستحق منهم جميعا، التعاون وبذل الغالي والنفيس لحمايتها، والحفاظ على حالة الأمن والاستقرار فيها، وهي نعمة يفتقدها كثير من سكان المناطق الأخرى.