صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك
الكوت كلمة تستخدم في حضرموت وبعض مناطق الجزيرة العربية والعراق, وتعني القلعة أو الحصن.
وهي كلمة غير عربية من أصل هندي, لكن بعضهم أرجعها إلى أصول عربية أو بابلية أو برتغالية, وكل ذلك يفتقر إلى الدليل, والصواب أن العرب اقتبسوها من الهند.
تتنوع إطلاقات هذه الكلمة حسب المتعارف في المناطق التي شاعت فيها, فمثلا في العراق والخليج يطلق الكوت على القلعة القريبة من بحر أو نهر, وفي بعض المناطق تطلق على الحصون الصغيرة, أو الحصون المرتفعة، وقد تطلق على مستودعات الطعام.
هذه الكلمة خلت منها المعاجم العربية والقواميس اللغوية, فلم يرد فيها إلا كلمة (كُوتِيٌّ) وتعني الرجل القصير, ونصَّ علماء اللغة على أن أصلها فارسي من (كُوتَهْ).
لا يعرف بالتحديد متى دخلت كلمة (كُوت) إلى البلاد العربية, وحسب تواريخ الأبنية والمدن المسماة بها قد نقول إنه بدأ استعمالها منذ 600سنة في الجزيرة العربية والعراق ثم انتشرت شيئا فشيئا.
فقد كان التواصل بين العرب والهند قديما, لكنه في القرون المتأخرة تضاعف وازداد؛ بسبب قيام عدة دول إسلامية عظمى سيطرت على جميع الهند, فاستقرت الأمور ومن ثم نشأت حضارة كبيرة للمسلمين, فزادت الحركة التجارية والعلمية والاستيطانية بين البلاد العربية والهند, إذ الكل مسلمون, ففي هذه المدة الزاهية انتشرت الكلمة.
وقد تصرَّفَ العرب في استعمال كلمة (كوت) فاشتقوا منها المثنى (كوتان كوتين), واشتقوا الجمع (أكوات), واشتقوا التصغير (الكُويت) ومنه سميت الدولة المعروفة.
من أبرز ما سمي بهذه الكلمة:
قرية الكُوت في مديرية القطن في حضرموت, وكوت السعيدية, وكوت ابن قملا, وكوت سرور, .
مدينة الكويت عاصمة دولة الكويت, نسبة إلى كُوتٍ صغير كان فيها, وكانت تسمى القُرَين (المرتفع البارز الصغير) ثم طغى عليها اسم الكويت.
الكُوت مدينة عراقية على نهر دجلة وهي عاصمة محافظة واسط العراقية, نسبة إلى قلعة بناها أحد شيوخ العشائر ثم استوطنها الناس, وتوجد عدة قرى عراقية على النهرين تسمى بالكوت مثل كوت الباشا وكوت المعمر وغيرها.
كوتا كال: مدينة في الساحل الغربي للهند وتعني الحصن الأبيض.
قلعة الكُوت: في الدوحة عاصمة قطر وكان حصنها قديما, وما تزال القلعة إلى اليوم باقية.
حي الكُوت: أقدم حي في مدينة الهفوف في الأحساء في السعودية, كان يسمى حصن الكوت لوجود سور حوله ثم أزيل السور, كان مقر الحامية العثمانية قديما, وفيه مباني تاريخية.
✍يوسف بن سند
الأحد ٣ / ٩ / ١٤٤١هـ
للمزيد من الاخبار والمقالات تجدوها هنا :
