الخميس , نوفمبر 21 2024

لقاء مع قاتل 

في ظل ما تعانيه حضرموت من جرائم قتل واغتيالات قررنا أن نسلط الضوء على من يقومون بهذا العمل الإجرامي الذي ترفضه القيم الدينة والأعراف الإنسانية ولهذا بحثنا عن أحد هؤلاء القتلة لنعمل معه هذا اللقاء الحصري لصحيفة صوت حضرموت وقد قام بهذا اللقاء مراسلنا عادل سعيد بن طالب

نترككم مع اللقاء .

 

عادل : السلام عليكم ورحمة الله

القاتل : أهلين

عادل : رد التحية بأحسن منها

القاتل : عجبك أو أقوم

عادل : أبدا خذ راحتك

……

عادل: ممكن تعرفنا بنفسك ؟

القاتل : بدون أسماء

 

عادل : طبعا بدون أسماء أقصد أن تعرفنا عن نفسك كقاتل

القاتل :أنا قاتل مأجور يستأجرني أي شخص لا يريد أن يلاحق قانونيا أو لا يستطيع أن يقوم بهذا العمل

 

عادل : وهل كل القتلة مثلك مأجورين ؟

القاتل : بالطبع لا فهنالك من يقتل بدافع الانتقام أو بدافع ديني متطرف أو تابع لجهة سياسية

 

عادل : ومن يستأجرك بالعادة ؟

القاتل : يستأجرني شخص بينه و بين آخر عداوة أو خلاف أو تنظيم إرهابي أو جهة سياسية فأنا أقدم خدماتي لمن يدفع

 

عادل : وهل أجرك ثابت ؟

القاتل : بالطبع لا ،تختلف القيمة حسب المطلوب قتله وحسب الجهة التي تطالب بالقتل

 

عادل : وهل تقتل دون أن تعرف السبب ؟

القاتل : نعم أنا لا يهمني إلا المال

 

عادل : قد تقتل بريء أو شيخ كبير أو أب لأطفال

القاتل : أنا لا أهتم

 

عادل : ألا تخشى أن يبلغ عنك مستأجرك بعد أن تقتل ؟

القاتل : أبدا فهو يعرف أني سوف أقتله بعدها

 

عادل : حتى الجهات السياسية والمنظمات الإرهابية قد يبلغون عنك أو يبيعوك بعد فترة أو يستأجرون من يغتالك

القاتل : يحصل لكن غالبا بيننا مصالح مشتركة وما دام المصلحة بيننا قائمة فأنا في مأمن منهم

 

عادل : كيف شعورك عند القتل ؟

القاتل : أشعر بنشوة كنشوة السُكر حتى الثمالة

 

عادل : ألا تشعر بالندم ولو للحظة ؟

القاتل : أبدا من يشعر بالندم هو من يقتل بالخطأ دون نية بالقتل، أما نحن القتلة المحترفين فإننا ندمن القتل وننتشي به

 

عادل : وهل تشعر بالانتصار أو شعور بالرضا عن عملك؟

القاتل : كقاتل مأجور لا ،لكن هنالك نوع من القتلة الذين يشعرون بالرضا والانتصار هم أولئك الأغبياء الذين ينظمون لجماعات الدينية المتطرفة

 

عادل : الجندي في المعركة يقتل هل لديك فكرة عن شعوره

القاتل( بغضب) : وهل أنا محلل نفسي ؟

عادل : مجرد سؤال فالجندي يقتل أعدائه وقد يقتل أبرياء بالخطأ

القاتل : الجندي يقتل بدافع أخلاقي وهو الدفاع عن وطنه وحتى لو سقط بعض المدنيين فإن فترة الشعور بالذنب تكون قصيرة يطغى عليها الدافع الحقيقي إلا أن يكون مسرفاً في قتل الأبرياء فهذا مثلنا يجد لذة في القتل

 

عادل : ألا تعلم أن القتل محرم بل يعد من الموبقات السبع أي المهلكات لِقَوْلِهِ تَعَالَى:{وَمَنْ يَقْتُل مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا }

القاتل : وهل رأيت قاتل يقرأ القرآن ويفهم ما فيه أغلبنا جهلة مغفلين نتبع غرائزنا ولا يهمنا إلا الدنيا وملذاتها

 

عادل : حتى أولئك الذين ينضمون للجماعات المتطرفة

القاتل : نعم فأغلبهم من أرباب السوابق أو مدمني المخدرات أو سفهاء العقول

 

عادل : هل يوجد قاتل متعلم ؟

القاتل : أي علم تقصد علوم الدنيا ليست وازع يمكن أن يمنعنا عن القتل

 

عادل : لكن تعرفون أن القتل محرم في جميع الشرائع والأعراف الإنسانية

القاتل : نعرف !

 

عادل : ألا يردعكم هذا ؟

القاتل : وهل ردعت المعرفة رؤساء الدول الفاسدين ووزرائهم وآكلين الربا ولصوص المال العام والمرتشين والخونة أم هي حصر علينا

 

عادل : لكن ذنبكم أكبر

القاتل : لولا هؤلاء ما وجدنا

 

عادل : تقصد أنكم أصبحتم قتلة بسبب هؤلاء

القاتل : نعم فلولا فساد هؤلاء وتدميرهم الأوطان لكنّا تعلمنا ووجدنا لنا أعمال ،لولا فساد هؤلاء لكان هنالك أمن يردعنا، لولا هؤلاء لكان هنالك قضاء عادل فما احتاج أحد لخدماتنا

 

عادل : لا تزر وازرة وزر أخرى أنتم مسئولون عن انفسكم ومحاسبون عن جرمكم وهم محاسبون

القاتل : ما كنا لنقتل لو أننا تعلمنا ووجدنا لنا عملا آخر

 

عادل : ليس عذرا فكثير غيركم بدون عمل ولم يتخذوا من القتل عملا لهم أنتم تقتلون لأنكم فاسدون بطبعكم فأغلبكم ممن يسكر أو يتعاطى المخدرات أو يتعاطى القات

القاتل( بغضب) : يكفي

 

عادل : سؤال أخير هل تقوم بعملية القتل بطريقة عشوائية أم تخطط لها

القاتل( وهو يبتسم بفخر ): نحن ننظر للقتل كفن وإبداع فنحن نخطط له بإتقان من حيث نوع السلاح وزاوية الإطلاق ووقته ومكانه ،عمل القاتل المأجور يختلف عن القتل المعتاد

 

عادل: في الأخير لا يسعنا إلا أن نشكر ضيفنا الغير مرغوب فيه فكم عانت المجتمعات والأسر منه ومن أمثاله وممن يدفعون لهم

 

هذا اللقاء وهمي ومن نهج الخيال مستعينا بأبحاث ومقالات وتحاليل نفسية حاولت أن أبسط لكم حقيقة هؤلاء القتلة الذين يعيشون بيننا والظروف التي أوجدتهم

✍عادل سعيد بن طالب

عن عادل بن سعيد بن طالب

عادل بن سعيد بن طالب

شاهد أيضاً

الحلقة ما قبل الأخيرة

 الحلقة ما قبل الأخيرة كتب / رشاد خميس الحمد السبت 2 نوفمبر 2024 منذ الوهلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *