كيف حالك؟
أظن أنك بخير، و أن هذهِ الأقاويل محض أكاذيب!
أعتقد أن مواطيرك ما زالت على قيد الحياة و تستطيع العمل على أكمل وجه كما تعمل في بقية أيام السنة
أما بالنسبة للوقود – المازوت- امتلأت به البراميل و غُمرت الأرض به، و تلك السفن الراسية في البحر
لكن ما الذي يحدث؟ لِمَ تتغيبِ عنا كثيرًا؟!
هل أسأنا تسديد فواتيركِ يومًا أم عملنا على أذية تياركِ حينًا؟!
ما هذهِ القطيعة المتكررة في هذا الشهر الفضيل؟!
هل هو إمتحان لصبرِ المؤمن؟
هل هو تحدي بألا يُمارس عباداته على أكمل وجه، أم هو تذكير بزمن الصحابة رضوان الله عليهم؟
الأمر محير يا عزيزتي!
و الأقاويل كثيرة ،البعض يقول أنكِ تتلذذي بتعذيبِ المواطنين!
أما البعض الآخر فيقول إن الإنقطاعات المتكررة تُنمي من ثروتكِ الشخصية!
لا أحبذ نقلِ الشائعات ،لكن هذا ما يُقال، و الأقاويل كثيرة بحقكِ يا عزيزتي فوق ما تتحمل مواطيركِ من ضغط!
لا بأس قد نلتمس لكِ سبعين أو مائة عذر، لكن لا عذراً يحتمل ما نحتمله!
فأنتِ بنهاية الأمر جماد لا سلطة لكِ عليكِ، و لا احساس بلسعةِ حرٍ أو حُرقة شمسٍ و لا شعورٌ لكِ بعرقٍ يتقطر من الأبدان!
لا ذنب لكِ و لا ذنب لنا!
و كل الذنب على من لا يرأفُ بنا
حسبهم الله و هو حسيبهم، سئمنا وعودًا تقطع اليقينَ شكًا
و حلولًا لا تغني و لا تسمن من جوع!
كل ما نُطالب به ضوء سراج بدل شمعة
و هواء مكيف بدل مروحة
لربُما مطالبنا أكبر من أن تحتملها حكومة و سلطة!
لا بارك الله في شعبٍ لا يصبر على وهن سلطته، في حين يغترب لسد جوعه!
حسنًا سنكتفي بالماء، و إن كان حملهُ ثقيلًا على كاهلكم سنكتفي بماءِ الأمطار، كُله و لا تمس سلطتنا الغالية بأي أذى!
✍ريم النهدي