من طبعي لا أحب المديح أو الإطراء ، إنما تكون كلماتي دائما متقاربة الهدف والمعنى وإن كان مَن حوله الحديث شخص يستحق الثناء والتقدير فيكون الطرح وفق الحدود التي يجب أن لا نتجاوزها كون كثر المديح ذما مثل مايقولون .
لهذا فالكلام الذي نحن في صدده يتوجب علينا أن نضع الحقيقة كما هي ونرتب النقاط على الحروف بصورة صحيحة.
لهذا فالحملات التي يقوم بها البعض من حين إلى آخر على سلطة حضرموت أرى أنها لا تستحق كل تلك الشحناء والنقد الذي يصل ربما إلى درجة التطاول على قيادة السلطة الحضرمية .
حقيقة أتكلم هنا وأنا أحد أبناء حضرموت الذي لم أجد التقدير الطيب لكل ماقدمته للبلد طيلة أكثر من ثلاثين عاما في خدمة أكثر من مجال.
منها الإعلام والرياضة والصحة والنقابات العمالية وغيرها ،وتشريف البلد خارجيا في كثير من المحافل إضافة إلى عضويتي في اتحادات عربية وقارية.
ولم أتكلم ذات يوم لأنني أرى أن هناك أمور أهم لحضرموت من تقدير فلان أوعلان .
صحيح أنك تشعر بعدم الرضا خاصة وأنت ترى غيرك من يأخذ التقدير أكثر منك وهو لم يقدم جزء بسيط من سيرتك.
إلا إن ذلك وغيرها من أمور لا تستطيع السلطة تحقيق التكامل فيها .
فهل نعتبر ذلك فشل كلي ونَحمل على إثر ذلك معاول الهدم والسخط ونقوّم الدنيا ولا نقعدها،
وفقا لتوجه أفكارنا ومصالحها وأهوائها وليس لمصلحة حضرموت التي هي الأهم .
والمهم أن نتكاتف جميعا حولها وحول قيادتها ونشتغل معا في خندق واحد يخرج بنا رويدا رويدا إلى فضاءات عالم أجمل وواقع أفضل.
صدقونا إذا ظَلّ كل واحد منا يبحث عن مصلحته وتوجهه على حساب المصلحة العامة لن نخدم مجتمعنا ولن نرتقي به .
لهذا لاداعي أن نجر أنفسنا كحضارم إلى مربعات لن تخدم تطلعاتنا ومصالحنا، انظرو لكل الأقاليم أوالمحافظات أو سموها كيفما شئتم تسميتها والتمسوا بأنفسكم الواقع المر وكثير من التخبط و العشوائية التي يعيشون معها كل يوم.
ونحن هنا والحمد لله قطعنا شوطا كبيرا في كثير من المجالات رغم كل الظروف، والواقع التي تعيشه البلد.
فالحرب هي آلة دمار وفوضى وليس عكس ذلك، ولكن مايحصل في حضرموت كسر ذلك الطوق وبدأنا في إنجاز أمور كثيرة وترتيب أوضاع كثيرة.
وتبقّى أن نضع أيدينا جميعا مع بعض لنتغلب على ماتبقى من معوقات .
ربما يعرفني الكثير أنني من النوع الصريح والذي لايحب المداهنة ولهذا ظَلَلْت بعيدا لكني في نفس الوقت لا أحب الظلم ،فمن العيب أن امسح بأستيكة(ممحاة) كل أمر طيب لقيادة السلطة المحلية بحضرموت بسبب أن الكهرباء تنطفئ لثلاث ساعات في اليوم أو تزيد قليلا أو غيرها من أمور أخرى لانرضى عليها جميعا.
فحين كنا نعيش أوضاع أصعب وفي ظلام دامس لم نتكلم كوننا كنا نسعى جميعا لمصلحة وطننا ،
و من عاش فترة السبعينات وحتى مطلع الثمانينات يعرف أن وادي حضرموت لم تأتي ربوعه كهرباء الدولة إلا في العام ٨٢م .
فيما كانت هناك مشاريع أهلية صغيرة مثل كهرباء باحبيشي في مدينة سيئون التي آلت للدولة حتى أتت كهرباء الوادي في الثمانينات.
وفي ظِل هذه الحرب ، الكثير من المحافظات تعاني معاناة كبيرة تفوق معاناتنا بكثير.
تُصدقوا حين كتبت منشورا على صفحتي حول وضع الكهرباء عندنا ، جاءني تعليق صادم من خارج الحدود وتحديدا من صديقي الكاتب السوري الكبير محمد خير الكيلاني حيث قال 🙁 الحمدالله أن لديكم ساعات محدودة لإنطفاء الكهرباء،نحن لا تأتي إلى بيوتنا الكهرباء إلا حين يأتي مسؤول ليزورنا)، تخيلوا هذا يحصل في مدينة حمص ثاني أو ثالث كبرى مدن سوريا التي تعيش ويلات الحرب مثلنا.
لذا يجب علينا أن نتحلى بالصبر والإيمان و نراعي الظروف ونقف إلى جانب كل الخيّرين في السلطة وعلى رأسهم سعادة الأخ المحافظ فرج البحسني والإخوان عصام الكثيري وعمرو العليي وعبدالهادي التميمي وهشام السعيدي وغيرهم من المخلصين فهؤلاء تشعر فيهم وطنية وحب لعمل شيء لحضرموت.
ومن خلال خبرتي البسيطة في الحياة لم استشعر في أي مسؤول من قبلهم ذلك إلا طيّب الذكر المرحوم عبدالقادر هلال وإن كان من غير أبناء حضرموت وربما هناك آخرون لديهم تلك النوايا لم تساعدهم الظروف في عمل شيء.
أقول ذلك بأمانة الكلمة التي يجب أن تسطرها أقلامنا مرضاة لله قبل أي مخلوق على وجه الأرض.
والإنسان لايَكْمُل والقصور سنة الحياة والقادم نقول أفضل وأجمل.
وفرج حضرموت قادم بإذن الله.
والله من وراء القصد وهو على ما أقول شهيد.
✍️محمد بن عبدات