في ظل الصراع على السلطة بين الشرعية والحوثي وظهور المجلس الانتقالي مدعيا أنه الممثل الوحيد لما يسمى بالجنوب العربي ودخول أطراف دولية مختلفة في الصراع في اليمن ، يتبادر في ذهننا أن اليمن أصبح عدة دول في دولة وأن الحرب الدائرة هي حرب عالمية مصغرة تدار رحاها في اليمن ، لكن هل فكر أحدكم أن هنالك مجموعة تحكم اليمن فعليا وهي التي تدير هذه الفوضى فيه؟
بعد السقوط الكبير للهالك عفاش وتسليمه مفاصل الدولة للحوثيين نكاية في شريكه الظاهر في الحكم حزب الإصلاح والقائمين عليه من أبناء الأحمر، وما جاء بعده من اجتياح للحوثيين لليمن حتى وصلوا عدن وخرجوا منها مهزومين مدحورين بسبب صمود أبنائها ومساعدة دول التحالف ، وما سبقه من أحداث كهروب الرئيس الشرعي من صنعاء إلى عدن ثم إلى حضرموت ثم إلى عمان حتى استقر في المملكة العربية السعودية في رحلة هروب ذكرها الرئيس اليمني بنفسه .
وانشقاق قيادات في حزب المؤتمر وانضمامها للشرعية وكانت التوجهات العسكرية والسياسية كلها متجهة في اتجاه واحد تحرير صنعاء .
بعد هذا ظهر لنا التخبط في قرارات الشرعية مما جعل كثير من المراقبين والمحللين يلمح لاختراق محتمل للشرعية وقراراتها وأن هنالك من يتحكم في القرار السياسي لها وكَثُرت التعيينات الغير مسئولة والتي أنتجت بعد ذلك انشقاقات في حزب الإصلاح وكذلك ظهور المجلس الانتقالي .
كل هذا قد يبدو طبيعيا في ظل التعدد الحزبي الذي أنتج حكومة المهجر ممثلة في الشرعية ففيها المؤتمريين والإصلاحيين والاشتراكيين والناصريين وغيرهم وإن بدا جليا للبعض أن اليد الطولى كانت مع الإصلاحين والذين بدورهم انقسموا بين المعسكرات الدولية المتابعة لأوضاع اليمن .
لن أخوض كثيرا في تفاصيل قد يعلمها الكثير، ما يهمنا هنا من يحكم اليمن أو بصيغة أخرى من يَتحكم في اليمن؟
من بعد الوحدة وخاصة ما بعد 1994م تعامل الشمال مع الجنوب معاملة المحتل بصورة غير مباشرة أو غير ظاهرة للمجتمع الدولي وكأي محتل كان يصطفي من أبناء الدولة البعض فيغدق عليه في العطاء والمناصب ليكون له عونا في السيطرة على موارد الدولة وثرواتها.
واليمن الشمالي سابقا ثار ضد الدولة المدنية وأسقطها بقتل إبراهيم الحمدي ورسخ منظومة الحكم القبلي واستطاع الهالك أن يدير دفة الحكم بدهاء .
وفي حرب الوحدة عام 1994م كانت جحافل القبائل اليمنية هي من اكتسحت الجنوب وليضمن عفاش بقاء الحكم والسيطرة وزع ثروات الجنوب على مشايخ هذه القبائل كلٌ على حسب دوره ومكانته مما أنتج عدة إمبراطوريات داخل اليمن كانت تتمتع بالنفوذ والقوة حتى جاء الربيع العربي واختلف الحلفاء ونتج عنه ما قد سلف ذكره من تسليم الدولة للحوثيين وهروب الشرعية وظهور المجلس الانتقالي .
إين ذهبت تلك الإمبراطوريات التي دعمها عفاش وأسس جذوتها في اليمن هل انتهت وأين اختفت؟!
منهم من بقي في اليمن وتحالف مع الحوثي ومنهم من هرب وانضم للشرعية ومنهم من هرب لدول غربية وعربية هو وأبناؤه.
هل انتهى دورهم هل توقف عنهم المدد من ثروات الجنوب؟
بالطبع لا ! ما زالت تصلهم حصصهم كاملة ومازالوا يتحكمون في عجلة الاقتصاد ويثيرون الفوضى للحفاظ على مصالحهم عبر ممثلين لهم في سائر محافظات اليمن هؤلاء كالماسونية العالمية وقد نطلق عليهم ماسونيين اليمن، وأنا لا أستبعد ضلوعهم في كثير من الاغتيالات التي طالت الأبرياء في حضرموت وعدن سواء رجال دين أو أكاديميين أو عسكريين بل لهم دور في توقف الجبهات عن القتال وتوجه بوصلة القتال لعدن بدل صنعاء وكذلك لهم دور في التأثير على قرارات المجتمع الدولي ودعمهم للحوثي .
الماسونيون اليمنيون لهم علاقات مشبوهة مع دول لا تريد لليمن الاستقرار وبناء دولة مؤسسات لتنهض به لأنهم بذلك سيفقدون امتيازاتهم وسيفقدون الكثير من الثروات التي تأتيهم بغير تعب ولا جهد منهم إنما حصص تودع في حساباتهم بالتعاون مع شركات عالمية متمرسة في السرقة والنهب .
هل عرفتم من يحكم اليمن !
عادل سعيد بن طالب