الثلاثاء , مارس 4 2025

هل تشكل تفاهمات القيادات الحضرمية، جسر عبور آمن لوطنهم الحضرمي؟!!

هل تشكل تفاهمات القيادات الحضرمية، جسر عبور آمن لوطنهم الحضرمي؟!!

بقلم : م.لطفي بن سعدون.
المكلا: ٩ فبراير ٢٠٢٢م.

عندما تكون حضرموت في خطر ماحق يحدق بها فعلى جميع أبنائها أن يتوحدوا شعبا ونخبا وسلطة، لمواجهة هذا الخطر وإنهائه قبل أن يستفحل.

فأي خلافات بينية مهما كبر حجمها ،الا انها لا تعدل بأي حال من الاحوال الخطر الخارجي ، الذي يستهدف الجميع والأرض والعرض والدين والهوية وكل شموخ وعزة وقوة حضرموت ، التي بدات معالمها تتشكل وتترسخ على أرض حضرموت الغالية، متمثلة في جيشها وأمنها وسلطتها الحضرمية.

لقد فرح الحضارمة كثيرا بعد تحرير المكلا في ابريل ٢٠١٦م من القاعدة والقوى الأرهابية، وتسلم ابناؤها المهام العسكرية والأمنية وقيادة السلطة المحلية في ساحل حضرموت، بعد مغادرة القوات الغير حضرمية للمكلا وبقية الساحل والهضبة الحضرمية.
واستبشر الناس خيرا في قياداتهم الحضرمية وانتظروا الفرج والخير على ايديهم، إلا أن ظروف الحرب والصراعات السياسية وبراجماتية القيادات الحضرمية المفرطة ، ولجوءها الى الدعة والمسكنة وعدم رغبتها في التصعيد في مواجهة القيادات الحكومية والرئاسية، التي جعلت من حضرموت مجرد بقرة حلوب تدر عليهم خيراتها وثرواتها، ليتنعموا هم بها في رغد العيش وبحبوحته ، ويكتنزوا منها ثرواتهم وفيدهم وزيادة حساباتهم البنكية، دون حسيب أو رقيب ، والشعب الحضرمي يطحنه الجوع والفقر وغلاء المعيشة وتدهور العملة وسوء الخدمات وعلى رأسها الكهرباء، التي لم يتم معالجتها طيلة ستة سنوات من السلطة الحضرمية بالساحل، ويعيشوا سنويا لأكثر من سبعة أشهر، جحيم الحر والرطوبة التي تسحق أجسامهم الهزيلة، وتفتك بالمئات منهم من الشيوخ والأطفال والنساء.

زاد الاحتقان وحالة الرفض للواقع المزري، الذي تعيشه حضرموت ساحلا وهضبة ووادي وصحراء، وكانت وطأة المعاناة في الوادي أكثر نتيجة لانعدام الامن واستمرار القتل اليومي والأعمال الارهابية، والحساسية من وجود القوات الغير حضرمية العسكرية والأمنية التي لا تقوم بمهامها في حفظ الأمن، بل وتساهم إحيانا في مثل هذه الحوادث المخلة بالأمن وفي تحصيل الجبايات والابتزازات المالية والمماحكات والإهانات المتعمدة للمواطنين، في النقاط المنتشرة بطول وعرض الوادي والصحراء.

والحال هكذا فقد بلغ السيل الزبى وانفجرت كل حضرموت في هبتها الثانية وكادت ان تحقق أهدافها، الا إن هيمنة فصيل سياسي على الهبة، كانت سببا قويا في فرملتها وكبح جماحها، بعد أن أخذت الهبة الحضرمية مع استمرارها منحا حقوقيا ومطلبيا اكثر عمقا ، واستقطبت قوى حضرمية مستقلة ترفض التبعية لأية أجندة سياسية غير حضرمية .
وهنا أوعزت لاأباعها بواسطة الترغيب والترهيب بقبول التسويات الهزيلة وايقاف الهبة ، مقابل مكاسب حقوقية لاتغني ولا تسمن من جوع.

ورفضا لهذه التسويات الهزيلة ولجر الهبة الحضرمية لأجندات وتبعية سياسية ، انبثقت قيادة الهبة الحضرمية بمخيم العيون بقيادة الشيخ صالح بن حريز ، لتستمر في تصعيدها برؤية حضرمية مستقلة، وبمطالب حقوقية شاملة تضمنت كل مطالب حضرموت المشروعة المرفوعة منذ الهبّة الأولى ومرورا بمطالب التصعيد في ٢٠١٩م وحتى يومنا هذا، واستقطبت إلى جانبها نخبا إكاديمية وحقوقية ونقابية ومهنية واعلامية وطلابية، وشكلت الهبّة الحضرمية بمخيم العيون توجها حضرميا خالصا مستقلا.

وفي مواجهة إستمرار التعنت الحكومي والرئاسي في عدم تحقيق المطالب ، واصرارهم في إذلال الشعب الحضرمي وكسر كبريائه ، من خلال اصرار الحكومة بتحميل شحنة النفط من ميناء الضبة، عندما أوعزت للباخرة بالدخول للميناء، فقد كانت ردة الفعل قوية من قيادة ومناصري الهبة الحضرمية بمخيم العيون ، وتم نقل تصعيدهم الى داخل المكلا وتنفيذ اقامة وقفة الهبة الحضرمية الكبرى بالمكلا بيوم السبت ٢٢يناير ٢٠٢٢م بمشاركة الالاف، تمهيدا لتحشيد الجماهير ونقل التصعيد لميناء الضبة النفطي.

كل ذلك أدى الى التطورات الدراماتيكية باعتقال قيادات ومناصري الهبة، وعلى رآسهم الشيخ بن حريز وأكثر من ١٥٠ معتقلا وزج بهم في السجون، بدون وجه حق او مسوغ دستوري او قانوني أو عرفي أو شرعي، وهنا تفجر الغضب الحضرمي إلى أقصى مداه وعمت الوقفات الاحتجاجية وإقامة النقاط لوقف حركة الشاحنات والقواطر بدءا بالمكلا ثم القطن ووادي العين وريدة المعارة ، ونتيجة لكل ذلك فقد رأت السلطة المحلية والقيادات العسكرية والامنية من ضرورة الانحياز لمطالب الهبة الحضرمية المشروعة، لأنها تمثل مطالب كل حضرموت، ووجّه المحافظ البحسني مذكرة شديدة اللهجة للحكومة ، بضرورة تحقيق بعض مطالب الحد الإدنى لحضرموت قبل شحن أي نفط من الضبة، إلا ان رد الحكومة كان سلبيا وبدلا من ذلك وجهت الاتهام للمحافظ . كل ذلك استدعى لإعادة ترتيب الاولويات في المحافظة، والدفع بإجراء مصالحة حضرمية شاملة شعبا ونخبا وسلطة وقيادات الهبة ، لتوحيد الصف الحضرمي في مواجهة قوى الفيد والنهب والفساد المهيمنة على الحكومة والرئاسة ، وتم ٱطلاق الشيخ بن حريز وبقية المعتقلين، وعمل مكاشفة ومصارحة بين الفرقاء المتخاصمين في السلطة والمعارضة وتوجت بتفاهمات أولية مرضية للجميع، ستظهر نتائجها قريبا في حضرموت، بما يؤدي الى وحدة الصف وتعزيز التلاحم والاصطفاف الحضرمي الواسع على قاعدة حضرموت اولا، وبهدف انتزاع حقوق حضرموت ومطالبها المشروعة. كما كانت من نتائجها الفورية توجيه الرئيس هادي بزيادة حصة حضرموت الى ٢٥%.

فهل ستشكل هذه التفاهمات للقيادات الحضرمية في السلطة والمعارضة ؟؟؟ جسر عبور آمن لوطنهم الحضرمي!!!
هذا مايتامله الشارع الحضرمي، وينتظر نتائجه على أحرّ من الجمر.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

الرد على المناظرة الشهيرة في مجلس السفّاح يا يماني مالك ورجال مضر ؟

الرد على المناظرة الشهيرة في مجلس السفّاح يا يماني مالك ورجال مضر ؟ اشتهرت في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *