كهرباء الساحل ومغارة علي بابا
من المعروف أن حضرموت عرفت دخول الكهرباء في الثلاثينات من القرن وتحديدا في مدينة المكلا عاصمة حضرموت في عهد الدولة القعيطية الحضرمية وذلك قبل كثير من دول الجزيرة العربية .
واليوم تعيش مدينة المكلا وساحل حضرموت معاناة حقيقية في قطع الكهرباء ولأسباب كثيرة أهمها الفساد المستشري ولم تكن تلك المعاناة وليدة اليوم بل لسنوات طويلة .
وهنا سنتحدث عن كهرباء الساحل وتحديدا منذ العام 2016م بعد تحرير ساحل حضرموت من قبضة تنظيم القاعدة ففي الفترة التي تولى الجنرال أحمد سعيد بن بريك مقاليد السلطة محافظ لحضرموت اتخد بعض المعالجات لتخفيف تلك المعاناة ومنها شراء الطاقة الكهربائية من القطاع الخاص وفي أثناء زيارة الرئيس الشرعي للبلاد المشير عبدربه منصور هادي لحضرموت بعد تحريرها عقد اجتماع بمدراء عموم المرافق الحكومية بحضور الجنرال بن بريك، ومن المشاكل التي طرحت على الرئيس هادي مشكلة كهرباء الساحل، حيث تحدث المحافظ بن بريك عن الحلول العاجلة التي تم اتخادها من قبل السلطة المحلية لتخفيف أزمة الكهرباء قائلا إننا في السلطة المحلية قد عملنا بعض الحلول ومنها شراء الطاقة الكهربائية من القطاع الخاصة ووقعنا اتفاقية مع شركة الأهرام لشراء الطاقة، عندها قاطعه الرئيس هادي قائلا له ،،حسن جيد ،، لا لا لا لمعرفة الرئيس هادي بمن هو حسن جيد عندها رد المحافظ بن بريك بأن السلطة المحلية عملت مناقصة وقدمت شركة الأهرام عرض أقل سعر .
وبالفعل قدمت السلطة المحلية متمثلة بالمحافظ بن بريك ومؤسسة كهرباء الساحل متمثلة في المهندس مانع بايمين كل التسهيلات كبيرة لشركة الأهرام بلا حدود ومنها مقبرة السجون في المنورة والتي كان لنا منها موقف معارض وهناك خطاب من إدارة الأوقاف بساحل حضرموت يرفض صرف مقبرة السجون لشركة الأهرام إلا أن المهندس مانع بايمين وبدعم من الجنرال بن بريك ضرب عرض الحائط بتوجيهات الأوقاف بساحل حضرموت وأصر على مسح مقبرة السجون وصرفها لشركة الأهرام ..!!
بعدها تحدث المحافظ بن بريك عن موضوع الكهرباء قائلا صرفنا سبعة مليار ريال من أجل تحسين الكهرباء وهي خط أحمر لا أسمع عن انقطاع الكهرباء بعد اليوم..
ولم تمر أسابيع على حديث بن بريك إلا وعادت حليمة لإعادتها القديمة .
ومنذ تولى الجنرال فرج سالمين البحسني محافظ لحضرموت مرت خمس سنوات ولازالت الأزمة مستمرة ومع بداية كل فصل صيف تطل أزمة الكهرباء برأسها علينا ويستمر مسلسل نفاذ الكميات الموجودة من المازوت والديزل وتوقف المولد رقم 4 ومطالبات شركات الطاقة المشتراة وبرغم توجيهات فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بإنشاء محطة غازية بقوة 100ميجاواط لساحل حضرموت عبر شركة بترومسيلة إلا أن هذه التوجيهات حبيسة الإدارج، بترومسيلة تلقي بالمسؤولية في عدم التنفيذ على السلطة المحلية والسلطة المحلية تلقي باللوم على حكومة الفنادق وأبناء حضرموت يعيشون معاناة حقيقية .
قبل أسابيع قال مدير كهرباء الساحل في حديث له مع قناة حضرموت أن المؤسسة تعاني ولا جديد لديها وان الصيف القادم سوف يشهد معاناة حقيقية .
وفي بيان لمؤسسة كهرباء الساحل قبل أيام حول ازدياد ساعة الإطفاء ذكرت أن السبب هو توقف محطة الريان عن العمل بسبب عدم وجود صيانة المولدات، وعدم وصول مادة المازوت وهي نفس النغمة التي تعودنا سماعها مع كل أزمة الكهرباء وهذا يؤكد أن السلطة المحلية ومؤسسة كهرباء الساحل لم تستعد لفصل الصيف بالصيانة أو بتوفير المحروقات .
ولو أن السلطة المحلية بقيادة اللواء فرج سالمين البحسني عملت خلال السنوات الخمس الماضية على توفير مولد كل عام من حصة النفط الخاصة بالمحافظة بقوة عشرين ميجاواط لكان عندنا اليوم محطة بقوة مائة ميجاواط غير أن السلطة المحلية تقاعست عن القيام بالتزاماتها في هذا القطاع الحيوي مكتفيه بالإعتماد على الطاقة المشتراة والتي تعتبر منجم للفساد .
وطالما أن الحبل على الجرّار ومغارة علي بابا ،،الطاقة المشتراة،،مفتوحة فلا ننتظر حلول جذرية في هذا المجال وسوف نعاني سنوات وسنوات إذا لم تخلص النوايا والإسراع في تنفيذ مشروع المحطة الغازية للساحل .
وعلى أبناء ساحل حضرموت الإستعداد لصيف ساخن قادم لا محالة وعلى سلطتنا المؤقرة تجهيز عشرة الآف جندي لمواجهة المحتجين .
كتبه/محمد محفوظ بن سميدع