مخاوف من إفشال الحوثيين وإيران لجهود انعقاد حوار الرياض2
▪️ مقال/ عبدالحكيم الجابري:
تتسارع الخطوات نحو انعقاد مؤتمر الرياض 2، الخاص بالأزمة اليمنية، الذي يتبناه مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وتؤكد أنباء واردة من عدة عواصم خليجية ان الجهة المكلفة بالإعداد للمؤتمر، أجرت عدة اتصالات مع عدد من أطراف القضية اليمنية، وتشمل هذه الاتصالات مختلف القوى بما فيها جماعة الحوثيين، التي سيتم تحديد لها مقعد على طاولة الحوار، إلا ان لا مؤشرات ايجابية حتى الآن تدل على موافقة الجماعة على المشاركة في مؤتمر الرياض 2، خاصة وأنّ قيادات الجماعة حتى الآن يرفضون مقابلة المبعوث الأممي.
مشاركة جماعة الحوثي في حوارات الرياض 2 تعد ضرورية، كونها تمثل طرف أساسي في الصراع، ولأنها الجماعة المنقلبة على الشرعية، وتسيطر بالقوة على أجزاء كبيرة من البلاد، يتوقع أن يستدعي ذلك الطلب من إيران التدخل لإقناع الجماعة الموالية لها للمشاركة في الحوار، وستحاول طهران أن تحقق من خلال ذلك عدة أهداف، أولها تجنيب جماعة الحوثي تبعات القرار المتوقع صدوره من مجلس الأمن الدولي، وسيفرض القرار الجديد الذي يحمل الرقم (2624)، مزيدا من الخناق على الجماعة وقياداتها، وستحاول ايران ابتزاز المجتمعين الاقليمي والدولي، من خلال وساطتها لإقناع الحوثيين، بأن تضع شروط وطلبات تتعلق بملفات أخرى خارج اليمن.
السيناريو المتوقع خلال الأيام القادمة سيكون على النحو التالي، أن تضع جماعة الحوثيين شروط صعبة، وبعضها شروط تعجيزية لن تقبل بها باقي الأطراف، ومقابل ذلك ستلجأ الجماعة الى التصعيد العسكري، بتنفيذ عمليات عسكرية كبيرة، ستشمل مأرب وجبهات أخرى، والهدف تشكيل ضغط للقبول بشروطها، وتعريض أي حوار او اتفاق للفشل، وكالعادة سيكون التصعيد القادم بدعم ومساندة من إيران، وتشهد التجارب السابقة من المفاوضات، وإفشال الجماعة الحوثية ومن خلفها إيران، لكل المساعي الرامية للوصول الى مخارج للأزمة اليمنية، وإيقاف الحرب وإحلال السلام.
واستنتاجا لما سبق ولكل التجارب الماضية، فإن جماعة الحوثيين ومن خلفهم النظام الايراني، لا يؤمنون بالسلام، ولا يقيمون وزنا لأي حوار سياسي حقيقي وجاد، وأن القوة هي اللغة الوحيدة، التي يفهمونها، وهناك شواهد عدة تؤكد أن هذه الجماعة، كانت تأتي للتفاوض فقط عندما يتم كسرها في الميدان، رغم ذلك كانوا يستغلون أي مفاوضات لالتقاط الأنفاس، والعودة من جديد الى التصعيد وشن العمليات، وكانت بذلك تنسف كل الجهود والاتفاقات التي يتم التوصل اليها، ويبقى الخيار العسكري من قبل الجيش الوطني والتحالف العربي، خيارا مهما لإجبار هذه الجماعة على التوجه الى طاولة التفاوض، للوصول الى حلول نهائية ودائمة للأزمة، التي تتضاعف كلفتها الإنسانية باستمرارها.