في رحاب آية (١٨)
قال تعالى:
﴿يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقناكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثى وَجَعَلناكُم شُعوبًا وَقَبائِلَ لِتَعارَفوا إِنَّ أَكرَمَكُم عِندَ اللَّهِ أَتقاكُم إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ خَبير }
بيّن تعالى أنه جعلهم شعوبا وقبائل لأجل أن يتعارفوا؛ أي
يعرف بعضهم بعضا ويتميز بعضهم عن بعض، لا لأجل أن
يفتخر بعضهم على بعض ويتطاول عليه. وذلك يدل على أن
كون بعضهم أفضل من بعض وأكرم منه إنما يكون بسبب
آخر غير الأنساب.
وقد بين الله ذلك هنا بقوله:
(إن أكرمكم عند الله أتقاكم)، فاتضح من هذا أن الفضل
والكرم إنما هو بتقوى الله لا بغيره من الانتساب إلى القبائل.