ما حدث في عام 1967م هو أن الشارع في
حضرموت تأثر بموجات الثورة العربية التي حدثت في العالم العربي والتي كانت خطب جمال عبدالناصر عبر الأثير لها تاثير قوي في الرأي العام العربي الذي انعكس في القرارات السياسية.
والشارع الحضرمي ليس بمنأى من كل تلك الأحداث حتى سميت بثورات(الترانزستور) لأنها رافقت بداية انتشار الراديو بمفهوم أدق ظهور آلة إعلامية جديدة لم تكن موجودة من قبل، وكان لها التأثير العظيم في عقول الناس ومشاعرهم تجاه وطنهم وبعضهم البعض واتجاه مرجعياتهم القديمة والمتمثلة في رجال الدين ورجال العلم فمن يرفض تلك الثورات يعتبر خائن ومتخلف ويرفض التطوير.
مع أن ماحدث ليس له أي علاقة بالتطوير لا من بعيد أو قريب لأن هناك مجتمعات عربية لم تطالها تلك الثورة وتطورت أكثر من تلك المجتمعات التي اجتاحتها الثورة العربية.
والحقيقة في ذلك الوقت لم يكن لرجال الدين رأي مسموع أو رجوع لفتاوى أهل العلم، الموضوع مثل ما حصل في وقتنا هذا كيف ثورة البوعزيزي اجتاحت العالم العربي ابتداءا من تونس ثم سوريا ثم مصر وليبيا واليمن والسودان اخيرا، وكذلك العراق لم تكن بمنأى.
وكان الفاعل الأكثر تاثيرا هو مواقع التواصل الاجتماعي التي كانت أدوات فاعلة وها نحن الآن نتابع كل الأحداث ساعة بساعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي تصور لنا الواقع بشكل يختلف كليا وأكثر تاثيرا في النفوس والمشاعر والكل يعبر عن رأيه بكل سهولة ويسر.
وأيضا هناك أشياء كثيرة حدثت منها على الصعيد العالمي ظهور نظام عالمي جديد وقوانين الأمم المتحدة ومجلس الأمن وأفول الإمبراطورية الإنجليزية التي كانت تقود العالم والذي كان الجنيه الاسترليني مهيمنا والفرنك الفرنسي، وصعود الصهيونية العالمية التي كانت تؤسس لنفسها قواعد استخباراتية في كل الوطن العربي والتي الآن في الواقع الذي نعيشه لها حضور قوي وتكاد تؤثر على الأحداث وتجيّر كل كبيرة وصغيرة لمصلحتها وهذا غالبا ليس بخافي على أحد عكس ماكان حاصل في تلك الفترة.
والتحكم الامريكي بالاقتصاد العالمي وصعود الدولار
ومانشهده الآن واقع يشبه إلى حد كبير لتلك الحقبة ظهور قوة اقتصادية منافسة للقوة الاقتصادية الأمريكية والأوروبية ورحيل دفة قيادة الاقتصاد العالمي من أوروبا وأمريكا إلى آسيا وبداية أفول الدولار الأمريكي.
كل هذه الأحداث مفصلية في العالم ولها تأثير مباشر على مجتمعاتنا .
وأيضا لاننسى أن النظام العالمي الآن يترنح وآيل للسقوط، الذي حدى ببعض المحللين الاقتصاديين والسياسين بالتصريح بأننا على مشارف حرب عالمية ثالثة
هذا الصورة الحقيقية لماحدث في العام 1967م لمن أراد أن يستوعب تلك الفترة.
سنة 1967م شهدت تحول عالمي وضاعت حضرموت في ذلك التحول، والآن نحن نعيش تحول عالمي آخر فهل ستعود حضرموت؟
طبعا هذا منوط بنضج وعقل وإدراك الشارع الحضرمي وإلا فالمرحلة قادمة لامحالة بأسوأ من عام 1967م لأن التضحيات أكبر والمكتسبات أكبر فمن السفاهة أن تذهب كلها هباء منثورا لأن الخسارة ستكون فادحة وأكبر مما يتصوره الجميع وربما يصل تأثيرها لسابع جيل من الحضارم.