اعرف وطنك .. ( مشهد حواري عن حضرموت ) ..
يدخل أحد الطلاب ويدور في الساحة متفكراً ثم يلتقي بأحد الطلاب ويدور بينهما الحوار الآتي :
ـ الطالب الأول : السلام عليكم يا أخي .. لماذا أنت حيران وتفكر هكذا ؟ هل هناك ما يشغل بالك ؟
ـ الطالب الثاني : وعليكم السلام يا أخي .. الحقيقة أن أستاذنا طلب منا موضوعاً عن حضرموت .. وليس لدي معلومات كثيرة عنها .. لذا أصبحت أفكر من أين آتي بتلك المعلومات ؟
ـ الطالب الأول : لا تقلق يا أخي .. وتعال نبدأ بالحديث عن موطننا حضرموت .. وأول ما نبدأ به هو ذكرها في القرآن.
ـ الطالب الثاني : وهل ذُكرت حضرموت حقاً في القرآن الكريم ؟
ـ الطالب الأول : نعم وقد جاء مسماها بـ ( الأحقاف ) في قوله تعالى : ( وَاذْكُرْ أَخَا عَادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَهُ بِالْأَحْقَافِ وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ) ..
وهي مساكن عاد قوم نبي الله هود عليه السلام .. وقد قال عنها ابن إسحاق : ( كَانَتْ مَنَازِلُهُمْ فِيمَا بَيْنَ عُمَانَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ بِالْيَمَنِ كُلِّهِ ).
ـ الطالب الثاني : وهل ذكرت حضرموت في السنة النبوية يا زميلي ؟
ـ الطالب الأول : بالتأكيد .. فقد جاء في صحيح البخاري عن خباب بن الأرتِّ – رضي الله عنه – قال: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ في ظِلِّ الْكَعْبَةِ، فقلنا: أَلَا تَسْتَنْصِرُ لَنَا؟ أَلَا تَدْعُو لنا؟ فَقَالَ: “قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ يُوْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ في الْأرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ مَا دُونَ لَحمِهِ وَعَظْمِهِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللهِ لَيُتِمَّنَّ اللهُ هذا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ لَا يَخَافُ إِلَّا اللهَ وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ”.
ـ الطالب الثاني : يا الله .. ما أحسن ما قلت يا أخي .. فهل هناك معلومات أخرى لتزيدني إياها ؟
ـ الطالب الأول : على الرحب والسعة يا أخي .. فهل تعلم أن الصحابي الحضرمي وائل بن حجر قدم على النبي – صلى الله عليه وسلم – فأنزله وأصعده معه على المنبر وأقطعه القطائع وكتب له عهدًا، وقال: هذا وائل بن حجر سيد الأقيال جاءكم حبًا لله ولرسوله، وكان رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قد بشرَ أصحابه بقدومه قبل أن يصل بأيام، وكان أبوه من ملوك حضرموت.
ـ الطالب الثاني : هذه معلومة عظيمة يا أخي .. أشكرك عليها.
ـ الطالب الأول : كما تمتاز حضرموت ـ يا أخي ـ بموقعها الفريد واحتوائها على الكثير من الثروات والمعادن وأهمها النفط والغاز والذهب والنحاس إضافة إلى ثرواتها البحرية الزاخرة، وهي تشمل مساحة تصل إلى أكثر من ثلثي مساحة الجمهورية اليمنية الحالية ..
كما تحوي الكثير من المعالم الأثرية القديمة منها شبام التاريخية والكثير من القصور والمباني والآثار والمدن التاريخية .. وحضرموت كمنطقة ذات ملامح وسمات طبيعية وبيئية من أودية وسهول وصحاري ومناخ ونبات طبيعي ونشاط سكاني مميز في البر أو البحر..
وقد اشتهر الحضارم بالتجارة والأمانة وحسن الأخلاق .. فسافروا إلى أصقاع العالم ونشروا الإسلام خاصة في أندونيسيا وشرق أسيا وأفريقيا وحتى بلاد الهند.
ـ الطالب الثاني : كم كان أجدادنا عظاماً .. فأرجو أن نكون مثلهم في العلم والأخلاق ونشر الدعوة والتمسك بالإسلام.
ـ الطالب الأول : إن شاء الله يا أخي .. فحضرموت يا أخي زاخرة بالخير والأمن والناس الطيبين ..
ومنذ القدم تميزت حضرموت في مجالات عدة كالزراعة والصناعة والهندسة المعمارية والتجارية والملاحة البحرية والفنون والآداب وغيرها… وما زالت تجتذب اهتمام العديد من الباحثين ومرتادي الآفاق والأجواء بحثا عن اكتشاف جديد يثري المعرفة الجغرافية عنها.
ـ الطالب الثاني : شكرا لك يا أخي عن كل تلك المعلومات عن بلادنا حضرموت.
ـ الطالب الأول : لا شكر على واجب يا أخي .. فحضرموت وطننا الغالي ويجب أن نتعرف ونتعلم المزيد عنها.
✍🏻 أحمد باحمادي..