( حضرموت ) .. بلدة طيبة .. وحُكمٌ غَشوم !!
لاقت حضرموت وأهلها من الابتلاءات والمحن ما الله به عليم .. وذاقت في حقبة من تاريخ مظلم أصناف العذاب ..
ولا تزال صحاريها المقفرة وسجونها المظلمة ومعتقلاتها المخيفة شاهدة على أحداث سوداء نال فيها المصلحون والفقهاء والمشايخ والشخصيات القبلية المتزنة وكل صادح بالحق ومعارض للظلم والطغيان عمليات التهجير والإبعاد والإخفاء والسحل والتصفية والإعدام رمياً بالرصاص وغير ذلك من التغييب المعنوي والجسدي.
من حضرموت كانت قوافل الشهداء والمظلومين تستقر على هذه الأرض لتنبت من دمائهم المسفوكة على ثراها أشجار البخور واللبان والعطور ..
ولتخبر الأبناء والأحفاد أنهم قد ضحوا بأرواحهم من أجلهم وأن المستقل لهم والنصر حليفهم .. فلا يشغلنكم التفرق والخلافات عن معرفة حقيقة الباطل والاغترار به.
يقول الله عز وجل : ( فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ) .. ففي هذه الآية عبرةٌ لأولي الألباب في عدم الخوف من الباطل والاستسلام له .. وكم سمعنا ورأينا أقوام تهاوت حصونهم وأناس زلت أقدامهم؛ ففقدوا الثبات لما أُتُوا من حيث لم يحتسبوا بسبب جهلهم بأعدائهم.
وبالرغم من أن المصفقين كُثُر والمخدوعين من الغوغاء والبلهاء لا يحصيهم العَدّ .. إلا أن الثبات في وجه الفتن مطلوب مع قلة الناصرين وضآلة المؤيدين ..
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عوداً عوداً، فأي قلب أُشربها نكتت في قلبه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، حتى يصير القلب أبيض مثل الصفا؛ لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض، والآخر أسود مُربَّداً كالكوز مُجَخِّياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، إلا ما أُشرب من هواه ).
فيا أهل حضرموت العظماء : وقوفكم صفاً واحداً وتعاضدكم معاً هو الوسيلة العظمى والزاد النافع لتستمروا في طريق نيل العزة والكرامة .. وهو طريق طويل صعب .. شاق وعر .. مليء بالأشواك والعقبات.
ستقف ضدكم كيانات متآمرة تدعمها دول متجبرة تخاف على فَقْدِ مصالحها وضياع ثرواتها التي تنهبها من أرضكم وبحاركم .. فإن ثبتّم كانت لكم العاقبة .. والعاقبة للمتقين ..
*( اللهم إني قد بلغت من أحبهم .. اللهم فاشهدْ ).*
✍🏻 *أحمد باحمادي..*