الأحد , ديسمبر 22 2024

أبو شمس .. عبدالله الجابري أو الحضرمي الصعب؟!. (1ـ2)

أبو شمس .. عبدالله الجابري أو الحضرمي الصعب؟!. (1ـ2)

 

منذ أيام.. وعدت الأخوة الحضارم ـ على التويتر بالكتابة عن الحضرمي الصعب الذي عاش في حالة مجابهة مع مختلف القوى الوطنية ـ الجنوب يمنية والجنوب عربية ، بما فيها حزبه ـ رابطة الجنوب العربي ، الذي اختار الانضمام اليه ، بعد وصوله مرحلا من المملكة العربية السعودية على السفينة ” ليلة ب ” في عام 1963م، بسبب مقال كتبه تحت عنوان ” ماذا يريد جنود الحسين من صنعاء ” في جريدة المدينة ـ المملوكة لآل حافظ ـ يومها ، الذين عمل لديهم صبيا ـ بعد قدومه من حضرموت ( كما رواه في مقال عنه وعن صديق صباه عمر بن صديق ـ الذي أضحى من رجال الأعمال .. ) وتحول هو برعاية آل حافظ إلى العمل في الجريدة ،مواصلا تعليم و تثقيف نفسه حتى احتل سكرتير تحريرها.. وفي عدن أسس صحيفة ” الفاروق” التي سرعان ما أصبحت في مصافي النهضة والرأي العام ، والجنوب العربي ، التي تناغم معها سياسيا ، وهي التي كتب فيها مقاله ” كنت رابطيا قبل أن أعرف ـ الرابطة ؟!

رُحّل الجابري من عدن .. من قبل حكومة اتحاد الجنوب العربي ، ومن خلفها السلطات البريطانية في عدن ، إلى حضرموت ، كما رحل قبله في الخمسينات السيد : محمد علي الجفري وطورد من لحج ، والأستاذ : شيخان عبدالله الحبشي ، كونهم ليسوا من أبناء عدن ـ المستعمرة البريطانية ، مع اختلاف الظروف ، و المبررات ، فالمحميات الشرقية (حضرموت ) لم تكن ضمن ذلك الاتحاد الذي اقتصر على مشيخات وإمارات و سلطنات المحميات الغربية ـ لمستعمرة عدن .

مكثت أيام .. من أين أبدأ مع أبو شمس؟، من جدة أم من وادي بن علي في حضرموت أم من سيئون ، حيث اعتقل من قبل السلطات الكثيرية ، وحوكم بتهمة إطلاق الرصاص على مظاهرة طلابية وعمالية ـ دبرها القوميون العرب على إثر حادثة قنبلة الرابطة في المكلا عام1966م .. وهي مظاهرة أيضا مدبرة للاستيلاء على مقر الرابطة في المكلا ، تماما كما هي مظاهرة سيئون ـ التي وصلت إلى مقر الرابطة ، تحت شعارات ثورجية ـ ضد الرابطة والمملكة العربية السعودية .. واشتدت إلى المطالبة بسحل الرابطيين ، الأمر الذي اضطر الجابري إلى إطلاق الرصاص من بندقيته للتخويف، ولإيقاف المتظاهرين في ظل تقاعس واضح للشرطة الكثيرية ، التي وصل على إثر اطلاق الرصاص قائدها بن سلعان الجابري ـ ليسلم عبدالله الجابري المقر له ويستسلم ، ورغم ذلك لم يسلم المقر من عبثهم، إلى حد حرق بعض محتوياته .

هل ابدأ من جدة أو سيئون، جميعها لم أعايشها .. وما لدي هي روايات متناثرة عنها ، حتى إخراجه من (فقيشة ) سجن سيئون .. ويقال الذي هربه منه هو بن سلعان قائد الشرطة ، بعد أن سلمت بريطانيا الجبهة القومية -من خلال جيش البادية- حضرموت في 15سبتمبر1967م.

عاد الجابري إلى وادي بن علي .. لينتقل إلى ” بران ” رأس أحد اودية قرية شعران ـ بخطم العوابثة ـ التي اتخذ منها الرابطيين منطقة تجميع لأعضائهم المدنيين والعسكريين ،وتولى الرابطيون من وادي العين الإيواء والتموين والتواصل ، بقيادة قائدهم العسكري : عبدالله علي بن مجشر العوبثاني ، وفي بران وبعد قدوم الجابري قدم إليهم من عدن الضباط عوض سالم باوزير المسؤول التنظيمي العسكري خريج بغداد وحسن الحبيشي خريج القاهرة ومن المدنيين ربيع راج (والد المذيعة ليلى ربيع ) وغيرهم من مختلف مناطق حضرموت، حيث شكلوا محطة للاتصال والتواصل ـ حيث تولى الجابري القيادة السياسية .. بهدف مقاومة حكومة قحطان الشعبي التي بادرت مناصبة حزب الرابطة وجبهة التحرير العداء .

رفضت قيادة الرابطة العمل العسكري .. وعلى لسان رئيسها السيد : محمد علي الجفري، الذي حذر قحطان الشعبي من استخدام السلاح ، منبها إياه إلى التركيبة المجتمعية ـ القبلية، التي ما زالت حية وتهدد الأوضاع الاجتماعية الموروثة ـ بهذا المعنى، وذلك في تصريح له إلى الصحافة اللبنانية رحب فيه بوحدة تلك المشيخات والإمارات والسلطنات في دولة واحدة ـ باعتباره إنجاز كبير للحركة الوطنية .

ولدت بِكْر الأستاذ : الجابري “شمس ” وهو في بران .. من يومها كني أبو شمس ، بين رفاقه الذين قال لهم تريدوني أسميها بإسم أكثر من شمس بران .. هناك حيث تقرر الرحيل إلى السعودية ـ خصوصا وأن الاعتقالات قد بدأت عن طرق المداهمات في المدن والقرى .. وفي بران ولدت فكرة حركة حضرمية مستقلة تجمع الرابطيين و التحريريين والمستقلين .. وهي الفكرة التي اصطدمت مع قيادة الرابطة ونتج عنها أن معظم رفاق الجابري قدموا إلى نجران ومن ثم جدة ليصطدموا مع قيادة الرابطة، في الوقت الذي رفضوا فيه الانضمام لمعسكرات مشايخ الجنوب وجبهة التحرير .

بقي الجابري .. في شرورة .. حيث وُضِعت أمامه خيارات للسفر إلى الخليج أو الكويت أو لبنان من قبل جهات رسمية ـ ومعنية في السعودية ، فرفع برقية مباشرة إلى جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز ـ يرحمهما الله جاء فيها لقد رحلت بأمركم السامي كولي عهد .. واليوم أعود إليكم لأدخل في حمايتكم وأنتم الملك العربي، لن يضام من شملته حمايته ، أو اسمحوا لي أن اعود لأسلم راسي لحكومة قحطان الشعبي ـ فلا كرامة لي إلا بحمايتكم أو الموت على ثرى حضرموت.

فجاء الأمر إلى الشويعر أمير منطقة شرورة .. اكرموا الجابري ـ وهو ضيفنا كلاجئ سياسي في جدة .

في جدة .. عرفت الجابري وفي عزومة بمنزل محمد احمد باشميل ، حيث كنت قد قدمت من شرورة مع الأخ أحمد عبدالله السومحي ـ الدكتور فيما بعد، وعمر عبدالله بامحسون ـ الدكتور أيضا فيما بعد.. وكانت بينهم عدة نسخ من ملحق تصدره المدينة ـ أو عكاظ باسم الجنوب العربي ـ أشرف أو يشرف عليه باشميل .. كنت يومها على مشارف الشباب ، أخذت نسخة وانشغلت بالقراءة .. فقال أبو شمس اقرأ واكتب نريدك واحدا من كتاب حضرموت .. من هنا بدأت المعرفة بالأستاذ عبدالله بن صالح ( الصقر) الجابري ـ الحضرمي الصعب .. الذي قال لي أنت ابن الشيخ :عمر بن أحمد بن حمود من شعران ـ الأمر الذي دفع بي عن عالم الأعمال والتجارة رغم وفرة الفرص…لأتجرع مرارات خياراتي ـ أو ربما لأكتب عن أبو شمس وغيره ممن عرفت أو التقيت ؟!.

و للحديث بقية في (2ـ 2 ) .

✍🏻 د.عبدالله عمر باوزير .
كاتب وناشط سياسي ـ عضوا م م حضرموت .. المعلق .

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

الدكتور فهمي فرارة: أحد صنّاع عهد التميز لنادي الوطن ..

    الدكتور فهمي فرارة: أحد صنّاع عهد التميز لنادي الوطن .. داود الكثيري عندما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *