الأحد , ديسمبر 22 2024

هل نحتفل بثورة حقة أم نعتذر لبريطانيا من ثورة خاطئة؟!

 

هل نحتفل بثورة حقة أم نعتذر لبريطانيا من ثورة خاطئة؟!

عبدالحكيم الجابري:

مما تعلمناه في المدارس في مادة الوطنية وتاريخ اليمن المعاصر ان شمال اليمن كان خاضعا لاحتلال داخلي تمثل في النطام الإمامي الكهنوتي، الذي نشر في أوساط الشعب الجهل والمرض والفقر، وكان الشطر الجنوبي من الوطن يرزح تحت الاحتلال البريطاني، الذي ظل يرتكب الجرائم بحق الشعب ويحرمه من أبسط حقوقه، وكان الاحتلال لا يتوانى عن ارتكاب الجرائم البشعة التي لم تتوقف يوما، منها شنه الحملات العسكرية الغاشمة على مختلف المناطق دمرت المدن والقرى وشردت السكان المدنيين الآمنين، ومن تلك الحملات إحراق منبع الثورة ردفان في عمل أدانه حتى قائد الاحتلال آنذاك.

نعم لقد تعلمنا منذ الطفولة ان آبائنا ثاروا لإنقاذنا وإنقاذ مستقبلنا من أجنبيا لا يكترث لأن متنا أو ضعنا في دروب الجهل والمرض والفقر، لأنه لا يهتم الا لمصالحه ومصالح شعبه ومملكته التي لا تغيب عنها الشمس، وان احتلال بغيض كان واجب أن يثور الشعب في وجهه وأن يتم التحرر من براثنه.. وهكذا فقط يحق الاحتفال بثورة طردت المختل.

ولكن أن يأتي بعد عقود من ذلك الزمن ونجد من يمتدح الاحتلال ويصفه بالشريك وانه كان له فضل على الشعب فالأمر بحاجة لمراجعة.. نعم نحتاج لمراجعة حقيقية، اما ان ماتم تعليمنا اياه من تاريخ ومن قيم ومبادئ وأهداف ثورة 14 اكتوبر 1963 كان خاطئا، وانها كانت كذبة كذب بها علينا آبائنا ومعلمونا، أو أن ما يقوله الطارئون ومن يمتدحون الاحتلال ويصفونه بالشريك صاحب الفضل انهم عملاء للاحتلال وانهم يبيضون صفحات سوداء ويزينون جرائم بريطانيا في حق شعبنا.

ونحن نعيش ذكرى ثورة 14 اكتوبر نطالب من يتصدرون المشهد اليوم، ويدّعون انهم ورثة تلك الثورة أن يصدقونا القول، هل تلك الثورة كانت عمل وطني وانساني يستحق الاحترام والاحتفال به، لأنها قامت ضد المحتل البغيض وانهت جرائمه البشعة، أم انها كانت عمل خاطئ ارتكبه الأولون بحق دولة شريكة لها فضل على وطننا وشعبنا، وذلك يستوجب الاعتذار لبريطانيا، وأقل ما يمكن فعله التوقف عن الاحتفال بذكرى الثورة ضدها وكذلك ذكرى الاستقلال الذي جاء نتيجة للثورة؟!

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

الدكتور فهمي فرارة: أحد صنّاع عهد التميز لنادي الوطن ..

    الدكتور فهمي فرارة: أحد صنّاع عهد التميز لنادي الوطن .. داود الكثيري عندما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *