الخميس , ديسمبر 5 2024

أبوعبداللاه،، السيرة العطرة ،،

 

أبوعبداللاه،،
السيرة العطرة ،،

عرفته مبكِّرًا لصلة القرابة فإذا به العضد القوي الأمين لمن حوله بالرأي والموقف والاستشارة، وعرفته عن قرب ـ منذ أكثر من ثلاثة عقود خلت ـ جليسًا طيبًا، متى اجتمعت أسباب اللقاء بمحفل أو بمعشر أو بوسيلة تواصل عبر فضاء العلاقات الأخوية النافعة ،،

وقد تشرفت كثيرًا بتواصله الحميم للنظر في بعض مستجدات ألأخبار التاريخية الجغرافية عن القبائل الحضرمية ، فوجدت بمعيته فوائد الخبر ومرجعية الأثر .

فهو – رحمة الله عليه – من القليل الذين تمتلكه فسحة الخاطر , وصفاء السريرة ، وزد على ذلك سعة أفق علمه، وسعة صبره ، ورجاحة عقله وقوله، ولباقة عهده بالحديث وحسن تقبله للرأي المغاير والتفاتته الجادة للمتحدث كمستمع جاد، ونجده خير من يتحدث بالحجة المفيدة الناجعة، ويرعى عند الحوار ملاحظات الباحثين وذوي الاهتمام ؛ لإثراء كل شارده وواردة .

في سياق كتاباته الرصينة يتوخى متن الخبر ويتمعن الدلالات ويتفحص صلة الأحداث بمحفزاتها ومسارها وغاياتها ، وله بعد ذلك استنتاجاته واستخلاصاته السديدة ، وكلما اقترب من الحقائق المعرفية في ما كتبه عن آل كثير وقبائل حضرموت ضمن بوتقة المكانة المجتمعية وتتبع تاريخ صهوة الدولة الكثيرية عبر الأزمان ، طمع إلى مزيد من روافد الخبر ، ومعالم ماحصل وساد وأندثر .

عُرف عنه الالتزام الحسن ، وأدب الكلام وموجباته عند الإسهاب والاختزال، فصار إليه أقرانه من الأقارب والزملاء والأصحاب للاستفادة من خزين معارفه، في حين حرص ذوو العلاقة من المهتمين بتاريخ قبائل حضرموت ومجتمعاتها الحضارية على الحوار معه كلما كان الأمر متاحًا ولو في هذا الكثير من الوقت والجهد ، ففي بطانة أخلاقه سمو ، وفي فكره فطنة ، وفي سيرة معاملته بساطة وقبول وسرور .

أجاد في الكتابة بمنهجه التجميعي الوصفي الذي لا يخلو من استقراء الأحداث ، ورصانة الأسلوب، وتعقب المعلومات دون كلل ، وبحسه الجمالي عمد إلى نموذج من العناق بين الخبر ومانستدل عن تفاصيله شعرًا في قصائد مستوفاة ، تدل على صرح ثقافي عظيم ساد في حضرموت ممزوجًا بعبق التراث الحضرمي الحضاري العام .

له من فنون الصحبة الصادقة والوقار المتدفق والمثابرة الحقة ماجعله محط تقدير الشخصيات الاعتبارية بالمجتمع الحضرمي، وله حضوره المتفرد المسموع ككاتب ببلاد المهجر ، فقد نال من الخبر الطيب ما ذكره إخواننا عنه في الأمصار حيث استقرار الحضارمة ، وأخص منها بلاد أندونيسيا ، فقد تشرفت بلقائه بمدينة جاكرتا عام 2016 م وبمعيته عدد من الأساتذة المهتمين بعلم الأنساب وبتاريخ القبائل الحضرمية ، وتبين لنا الحظوة الطيبة لشخصه الوقور بين جموع تلك الجمهرة من الأساتذة .

المصاب جلل ،،
تغمده الله بالرحمة والمغفرة ،،،

 

بقلم / د . ناجي جعفر مرعي الكثيري

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

حضرموت نموذج للإنسانية والعدالة..في تعاملها مع ملف النازحين

حضرموت نموذج للإنسانية والعدالة..في تعاملها مع ملف النازحين شهدت حضرموت تدفق أعدادا كبيرة من النازحين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *