ماذا ترجع أنت قبيلي أو …… .؟!
يقول الله تعالى:
﴿يا أَيُّهَا النّاسُ إِنّا خَلَقناكُم مِن ذَكَرٍ وَأُنثى وَجَعَلناكُم شُعوبًا وَقَبائِلَ لِتَعارَفوا إِنَّ أَكرَمَكُم عِندَ اللَّهِ أَتقاكُم إِنَّ اللَّهَ عَليمٌ خَبيرٌ﴾
[الحجرات: ١٣]
الإسلام لا يلتفت إلى الفوارق في اللون , والجنس , والنسب ؛ فالناس كلهم لآدم ، وآدم خلق من تراب ، وإنما يكون التفاضل في الإسلام بين الناس بالإيمان والتقوى ، بفعل ما أمر الله به ، واجتناب ما نهى الله عنه .
وقد روى الترمذي (3270) عَنْ ابْنِ عُمَرَ : ” أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ يَوْمَ فَتْحِ مَكَّةَ فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَتَعَاظُمَهَا بِآبَائِهَا ، فَالنَّاسُ رَجُلَانِ بَرٌّ تَقِيٌّ كَرِيمٌ عَلَى اللَّهِ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ هَيِّنٌ عَلَى اللَّهِ ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ وَخَلَقَ اللَّهُ آدَمَ مِنْ تُرَابٍ ، قَالَ اللَّهُ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) صححه الألباني في “صحيح الترمذي” .
وروى أحمد (22978) عَنْ أَبِي نَضْرَةَ : ” حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى ، أَبَلَّغْتُ ؟ ) قَالُوا : بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “.
صححه الألباني في “الصحيحة” (6/199) .
بعد هذا السرد الديني من آيات وأحاديث نسأل أنفسنا هل نحن مسلمون حقا هل نطبق شرع الله
هل نطبق الأخوة بيننا البين
لماذا مجتمعنا مفكك ؟ لماذا نظلم بعضنا بعضا ونأكل حقوق غيرنا ؟
تقسيمات وأسماء ما أنزل الله بها من سلطان، هذا يرجع من الطبقة الفلانية والآخر من الطبقة الأخرى… الخ من أمور يندى لها الجبين أن تحصل في مجتمع مسلم
نشرت الكره في المجتمع والاحتقار والتكبر بين أفراده على بعضهم البعض وهذا أكبر معول هدم للمجتمع
ومنه استغل أعداء حضرموت ذلك لتفريق المجتمع وحصل ذلك ايام الحزب وبعد الوحدة
ونشأت هوة كبيرة بين أفراد المجتمع يصعب ردمها،
وعلى ضوء ذلك انعدمت الهوية الحضرمية وحب الانتماء وحب الوطن ونرى الحضارم مقسمين مشتتين بين هذا الطرف أو ذاك.
مالحل لردم الهوة وازالة هذه الطبقية المقيتة؟
إلا الرجوع لكتاب ربنا وسنة نبيه وزيادة الترابط بين أفراد المجتمع بالوقوف مع بعضنا البعض ورحمة القوي فينا للضعيف ونشر ثقافة المحبة بين جميع أفراد المجتمع وأخذ الكل حقوقه كاملة
يجب عمل مبادرات مجتمعية لردم هذه الفجوة،
يجب على العقلاء والخطباء والدعاة أن ينشروا ثقافة المحبة والتسامح بين الناس ومحاربة العنصرية بجميع أشكالها
لنحارب التمييز إعلاميا ومجتمعيا وأننا في وطن واحد يجمعنا حب حضرموت
يجب علينا الوقوف مع الضعيف والمظلوم وأخذ حقه وأن جميع أهل حضرموت سنده وجماعته
في المدرسة ،في الجامعة ،في الدوائر الحكومية
كلنا من آدم وآدم من تراب
يجب أن تعلم أن كل انسان له قبيلة ومرجع لكن تقوى وتضعف قبائل وأمم ودول وتندثر وهذه طبيعة البشر
فليس ميزة للإنسان أنه من القبيلة الفلانية لكي يتكبر على الناس ويتفاخر عليهم وهي من أمور الجاهلية التي نهانا الإسلام عنها.
ويجب على الجميع الابتعاد عن مثل هذه الأمور الهدامة التي نشرت الأحقاد والكره وتجلت في المجتمع عند بروز النظام الاشتراكي الذي قام على هذي الفكرة وشحنت بها المجتمع ضد بعضه ونشرت الجاسوسية والبغضاء فاشتعلت الثارات الطبقية بردة فعل عجيبة
إن إشعال هذي الأمور يضر بالجميع ولا يظن طرف أنه سيحكم طرف آخر بالقوة والعنف وإلا سنعود في نفس الدوامة السابقة وتظل حضرموت في دوامة صراع طبقي يبقيها في أسفل الركب تابعة ذليلة فهل من منصت؟ فهل من واعي؟