محضر جلسة للبرلمان البريطاني متعلقة بحضرموت 17 يوليو 1967
محضر لمجلس اللوردات البريطاني بخصوص وضع حضرموت في 1967
هذا محضر لمجلس اللوردات في البرلمان البريطاني عقد في 17 يوليو 1967م الجلسة ناقشت أمور متعددة من ضمنها وضع المحميات الشرقية (حضرموت وشبوة والمهرة وسقطرى وجزر كوريا موريا) وعلى رأسها حضرموت. اللوردات المتحدثون عبروا عن قلقهم من وضع المحميات الشرقية بعد انسحاب بريطانيا بدون التزام بالحماية.. وخصوصاً ان بريطانيا قد وقعت اتفاقيات حماية مع السلطات الحضرمية في ذلك الوقت في الاعوام 1888 و 1918 كنتيجة للوضع الجيوسياسي في تلك الفترة.
اللوردات رحبوا بمقترحات الحكومة البريطانية بتمويل جيش البادية الحضرمي، ولكنهم تساءلوا فيما اذا كان مدى الحماية هذا كافيا للمحميات الشرقية.. وهل يتوافق مع اتفاقيات الحماية الموقعة في 1888 و 1918.
كما وعبّر اللوردات عن سعادتهم بدعم جيش البادية الحضرمي آملين ان هذا الدعم لن يكون مشروطا بطريقة تجبر الولايات الشرقية الثلاث – الكثيري والقيطي والمهرة (التي تضم الجزيرة
سقطرى) بالدخول في إتحاد الجنوب العربي!
وكتعبير عن مغايرة واستقلالية كيان المحميات الشرقية، ذكر محضر الجلسة البرلمانية ان وادي حضرموت وبالتحديد تريم وسيئون وشبام مثلها مثل المكلا والشحر، اكثر تطورا من المجتمع القبلي في إتحاد الجنوب العربي. كما وذكر ان .. المهرة.. لديها لغة مختلفة عن باقي المناطق. وبذكر هذه الاختلافات، آمل اللوردات بأن توجد المفاوضات في الامم المتحدة ضمانات لحدود هذه الكيانات المغايرة عن الجنوب العربي. حتى لو تطلب الامر القيام بذلك عبر قوى مسلمة محايدة مثل تركيا وباكستان.
وبعد سرد وقائع الجلسة أعلاه، يتبين مدى الخطأ الجسيم الذي وقعت فيه الحكومة البريطانية بتخاذلها عن الإلتزام باتفاقيات الحماية مع السلطات الحضرمية. بل وتواطؤها في تسليم المحميات الشرقية للجبهة القومية مقابل تنازل الدولة الوليدة في الجنوب عن مطالبة بريطانيا بالتعويضات. كما ويتبين عدم استماع الحكومة لتوصيات مجلس اللوردات والذي ترتب عليه معاناة الحضارم للخمسة وخمسون سنة الماضية. وهذا يعطي الحق للحضارم بتدويل قضيتهم لإدانة بريطانيا. بل والمطالبة بتفعيل قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة رقم 2023 باستفتاء الشعب الحضرمي.
تحقيق للأستاذ عبدالله بالرواس.