كسوف الشمس تحذير، والتجاء إلى الله
كسوف الشمس وخسوف القمر آيتان يدلاَّن على قدرة الله النافذة وحكمته البالغة، وقد أشار النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – إلى حكمة هذه الآية العظيمة؛ ففي الصحيحين: أن الشمس كُسِفت على عهد رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – فخرج رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم – إلى المسجد فَزِعًا فصلى بأصحابه صلاة الكسوف، ثم خطب خطبة بليغة كان منها أن قال: (( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا يخسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموهما فافزعوا إلى الصلاة ))، وقال أيضًا: (( ولكنهما آيتان من آيات الله يخوِّف الله بهما عباده )).
فالحكمة الكبرى من الكسوف – عباد الله – تخويف العباد وزجرهم عن السيئات وحثُّهم على الطاعات، فالله – تعالى، يا عباد الله – يخوِّفكم بهذه الآية الظاهرة التي يدركها الصغير والكبير، والحاضر والبادي، والعالم والجاهل، ينذركم بهذا الاختلال في نظام الكون حصولَ الكوارث والمصائب ونزولَ النكبات والعقوبات؛ قال الله – تعالى -: ﴿ وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا ﴾ [الإسراء: 59]، ولذلك وجَّه النبي – صلَّى الله عليه وسلَّم – أمته عند ظهور علامات التخويف إلى ما تستدفع به الشرور والنكبات، ويحصل به الأمن من العقوبات، فأمر بالفزع إلى الأعمال الصالحات، من الدعاء والذكر، والصلاة والعتاق، والصدقة والتوبة؛ حتى ينكشف ما بالناس، وينجلي عنهم الكسوف والخسوف؛ ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].
غدا كسوف حلقي ستشهده محافظة حضرموت لأول مره منذ عقود من الزمن تتراوح نسبة الكسوف الشمسي بين 88 % بساحل حضرموت الى 99 % بوادي وهضاب وصحراء حضرموت.
سيكون الكسوف مابين الساعة السابعة إلى التاسعة صباحا وهناك تحذيرات من عدم النظر المباشر إلى قرص الشمس أثناء الكسوف الحلقي، لذا على الآباء والأمهات متابعة أبنائهم ومنعهم من النظر المباشر لقرص الشمس نتيجة لخطورته العالية جدا والتركيز الحاد لأشعة الشمس أثناء الكسوف.
سيحل الظلام الجزئي في قبة سماء منفذ الوديعة والتي قد يصل فيها الكسوف الحلقي الذروة بنسبة 99.5 % .
وظلام متوسط حول قرص الشمس في بقية مناطق صحراء ووادي حضرموت.
وظلام خفيف جدا في ساحل حضرموت حول قرص الشمس.
نهيب بالجميع الحرص باتخاذ الأسباب الدنيوية من احتياطات وغيرها والأهم هو اللجوء إلى الله بالتقرب إليه بالصلاة والفزع إليها (صلاة الكسوف ركعتين وفي كل ركعة ركوعين كان عليه الصلاة والسلام يطيل فيها حتى ينقضي الكسوف )، وعمل الطاعات من صدقات وغيرها واستغفار ودعاء، عسى الله أن يرحمنا برحمته ويعفوا عنا