من عقيد في الجيش الحضرمي..إلى مقاوم إلى نجار..!!

 

 

من عقيد في الجيش الحضرمي..إلى مقاوم إلى نجار..!!

صالح بن جمعان باحنّان

إنه العقيد الحضرمي سالمين بن عبدالله باسلامه

العقيد سالمين كان أحد الضباط الخرّيجين في جيش البادية الحضرمي
عاش طفولة مثل أي طفل حضرمي آخر، كبر العم سالمين وكان أكبر همه حماية الوطن الحضرمي من أي عدوان خارجي إذا قدّر الله ، وعلى ضوء ذلك التحق بالجيش الحضرمي وعاش متنقلاً بين البوادي الحضرمية وعلى طول وعرض حدود حضرموت البرية

وفي عام 1967 وبعد سقوط حضرموت في مستنقع الفوضى عبر أدوات الاحتلال الجنوبي لحضرموت رفض العم سالمين ما يجري بحق الوطن والتحق بالضباط الحضارم الذين يرفضون الاحتلال للأراضي الحضرمية ويرفضون نظام عدن رفضاً تاماً

التحق بجيش الإنقاذ الوطني الحضرمي بقيادة الشيخ باعشن وعدد كبير من الضباط والمتطوعين من أبناء الشعب الحضرمي المقاوم، وخاض العم سالمين ورفاقه الابطال الكثير من الملاحم البطولية في صحراء ثمود والعبر والهضبة

وبعد طول سنين من المقاومة والرفض الحضرمي وشح الدعم مقارنة بقوة الاحتلال المدعوم من الإتحاد السوفيتي واليأس الذي أصاب الحضارم بسبب تخاذل الأمة العربية عن واجباتها تجاه الأرض والإنسان الحضرمي العربي، غادر العقيد سالمين مكسورا على وطن ذهب إلى منحدر اليمننة والفوضى والنهب والتهجير والاقصاء، متجهاً صوب الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية كي يقيم فيها حتى يأتي الفرج منتظراً من الله عز وجل أن يفرجها على بلده وشعبه وعاش متنقلاً بين مدن المملكة وبعد عام 1990 تم توقيع الوحدة اليمنية، وكانت حضرموت جزء من هذا الوحدة رغم أنه ل ناقة ولا جمل للإنسان الحضرمي في هذه الوحدة ولكن استبشر إلحضارم بالخير والطمأنينة عاد العم سالمين بعد حرب صيف 1994 عاد إلى وطن يملؤه الفقر والرشوة والسرقة، عاد وهو يحمل جواز يمني أُجبر على حمله وهوية ليست هويته ولا هوية ارضه ولا شعبه عاد.

بعد عودته عمل العقيد في مجال النجاره والعمل أيضاً في صناعة التحف الشراعية اي السفن الصغيرة التي تزين المجالس الحضرمية وفي عام 2021م ارتقى إلى ربه  في الريدة الشرقية أكبر مدن حضرموت وهو حضرمي نظيف لم يبيع ولم يساوم على أرضه وقضيته عاش مجاهداً رحمه الله تعالى.

هؤلاء من رسم لنا طريق الاستقلال الحضرمي وهم النموذج الذي من المفروض أن يدرس في كل المدارس والجامعات الحضرمية.

نموذج عن الوفاء للوطن وعن بساطة الإنسان الحضرمي الذي لم تدنسة الحياة ولم تغريه أموال التبعية