لماذا مهرجان الشحر ؟!
وماهي دلالات الاحتفال بالذكرى ال500 لدحر الغزاة البرتغال؟
بقلم : م.لطفي بن سعدون.
المكلا: 21 فبراير 2023م.
سيكون مهرجان الشحر مناسبة لتسليط الضوء على صفحة ناصعة من تاريخ المقاومة الشعبية لحضرموت على وجه الخصوص وللوطن وللعرب والمسلمين بشكل عام ضدّ المستعمر البرتغالي، الذي قدِم قبل خمسمائة عام غزوًا للسيطرة على مدينة الشحر ونهب المال وللتأديب بعد سقوط الدولة الإسلامية في شبه الجزيرة الايبيرية، فقدّمت المقاومة الشعبية بمدينة الشحر درسًا بطوليًا سيظل يخلّده التاريخ ضد الغازي البرتغالي.
وأن الاهتمام بمدينة الشحر يأتي لاستذكار ذلك الحدث وتعريف الاجيال بقيمته، وللاهتمام بالتاريخ وبالعراقة واعادة الوهج لهذه المدينة التاريخية والثقافية والفنية العظيمة واستعادة مباهج الفرح فيها وما يميّزها من أدب وثقافة وفن وتاريخ.
تلك هي خلاصة لرمزية ودلالات هذا المهرجان الحضرمي التاريخية وأبعاده الآنية والمستقبلية لمدينة الشحر بصورة خاصة وحضرموت بصورة عامة، وقد بيّنها المحافظ المثقف بن ماضي بكل جلاء ووضوح واختصار، ليختزل كل ما يعتمل من تحضيرات لإبراز هذا الحدث التاريخي الذي يتجدد بقوة في عهده المبشر بالخير في كافة المجالات بإذن الله.
لكن هذا الاختزال والاختصار للحدث، يعتبر دعوة من القائد الحضرمي لكافة، الاعلاميين والمؤرخين وبقية النخب الحضرمية، أن هلمّوا لتضعوا بصماتكم الحية لإبراز هذا الحدث التاريخي الحضرمي وإعطائه ما يستحق من توضيح وترسيخ في وجدان وتفكير أبناء حضرموت ويصبح قيمة توعوية في عقولهم يدحض ويكنس محاولات المسخ والتجريف الظالمة للتاريخ والهوية والثقافة الحضرمية الأصيلة التي تعاقبت عليها لاكثر من نصف قرن من الزمان.
نعم يجب ان نشهد نهوضا ثقافيا واعلاميا خلال هذه الفترة القليلة المتبقية حتى تدشين الفعاليات يومي 28فبراير والاول من مارس بحسب برنامج الاحتفالية المقر، حتى يكتسب المهرجان كافة أبعاده ويحقق نتائج مبهرة محليا ووطنيا واقليميا ويصبح ظاهرة انسانية حضارية راقية تنطلق من حضرموت لتضيف اثراءا في مختلف الجوانب التاريخية والتراثية والفنية والأدبية والسياحية والإعلامية والفرائحية وتقدم مهرجانا شاملا يضاهي المهرجانات المجاورة في صلالة والجنادرية ودبي وغيرها، وحضرموت بالتأكيد جديرة بذلك ومخزونها التراثي والحضاري يؤهلها لذلك.
وفي هذا المضمار يمكننا ان نسهم
بتحديد هوية المهرجان واهدافه، فهويته تتحدد بتخليد الذكرى ال500 لدحر وهزيمة الإستعمار البرتغالي في الشحر وإحياء التاريخ وتعزيز الهوية والموروث الثقافي الحضرمي .
أما أهدافه فيمكن تلخيصها في:
1)إقامة تظاهرة حاشدة ثقافية وفنية ورياضية وتاريخية وتراثية وسياحية سنوية بمدينة الشحر.
2) التذكير بالتاريخ الكفاحي لمدينة الشحر وكل حضرموت في مقارعة الغزاة والظلمة والطواغيت .
3)خلق مساحة من الترفيه والتسلية لمواطني الشحر وزوارها من بقية حضرموت والمناطق المجاورة ،وتقديم نموذج حضرمي حضاري لثقافة السلم والتٱخي والتكامل والتعاون بين الناس بدلا من ثقافة الكراهية والإحتراب والعنف المحيطة بنا.
4)تعزيز الترابط الاخوي بين أبناء الشحر وحضرموت وزوارها.
5) الإهتمام بالمباني الأثرية وترميمها وابرازها بصورة لائقة.
6) تطوير المواهب والمبدعين وابراز النجاحات في مختلف الفعاليات والأنشطة الإنسانية.
7) تنشيط السياحة الداخلية والخارجية وقطاع الفندقة والمطاعم والحركة التجارية والحرفية وتشجيع الفنون والشعر والأدب وحركة التأريخ.
8)تطوير المهرجان لجعله مهرجان سنويا يشكل واجهة حضارية لحضرموت بابعاد وطنية واقليميا وعربية أسوأ بالمهرحانات المتقدمة كمهرجان صلالة وغيرها. وحضرموت تمتلك مقومات ذلك.
9) أشراك المؤسسات والمكاتب الحكومية والشركات والبنوك والمصارف الخاصة والتجار في تمويل هذه الانشطة المجتمعية التاريخية والثقافية والسياحية كرعاة لها وترسيخ هذا العطاء الإنساني في برامج عملهم.
نامل من الجميع المساهمة بما تجود به قرائحهم وابداعاتهم وأن نملأ صفحات التواصل الإجتماعي بدلالات المهرجان وأحداثه وأنشطته ونجاحاته ورسائله المختلفة، وليكن هذا الأسبوع مخصصا لمهرجان الشحر في الذكرى ال500 لدحر الغزاة البرتغال.