الأربعاء , ديسمبر 4 2024

كأس حضرموت كانت أكبر بكثير من كونها بطولة في كرة القدم

 

 

كأس حضرموت كانت أكبر بكثير من كونها بطولة في كرة القدم

عبدالحكيم الجابري:

النجاح الكبير الذي حققته بطولة كأس حضرموت لكرة القدم في نسختها السابعة، والتي توجت بالمباراة النهائية التي احتضنها الملعب الأولمبي في مدينة سيؤون، عصر الجمعة الثالث من مارس الجاري، وسط حضور جماهيري غير مسبوق، مثّل معان ودلالات كبيرة، كما انه حمل رسائل عديدة.

من المعاني والدلائل التي عكستها هذه البطولة، التأكيد على حضارية ووعي الشعب الحضرمي، وأنه مجتمع تواق للسلام والعيش في حياة طبيعية، بعيدا عن الفوضى السياسية والصراعات المسلحة، وان من حقه أن يتجه نحو بناء مستقبله، دون الارتهان لظروف صراعات المشاريع السياسية في اليمن أو خارجها.

ان نجاح المسابقات الرياضية، وتحديدا منها بطولة كأس حضرموت، لدليل على حالة الأمن والاستقرار التي تنعم بها حضرموت ، المحافظة التي تمثل ما تبقّى من صورة  للدولة في اليمن، بعد أن باتت الدولة مجرد ذكرى في كثير من مناطق هذا البلد المنكوب، ما يجعل حضرموت تستحق أن تكرّم من قبل الحكومة اليمنية والتحالف العربي، كونها لا تزال هي من تحفظ لهم حلم عودة الأمن والسلام في المنطقة.

لقد بعثت حضرموت من خلال العرس الرياضي في مدينة سيؤون، في ختام بطولة كأس حضرموت لكرة القدم، رسائل عدة، الى اهل حضرموت أولا، والى عدة جهات في الوطن وخارجه، وقالت في الرسالة الأولى ان حضرموت واحدة موحدة، قوية بتماسك لحمتها الجغرافية والاجتماعية، وان النشاط الرياضي هو حزام آخر يشد أزرنا ويجمعنا، الى جانب كونه ضمادة لجراحاتنا جرّاء الأوضاع السياسية والاقتصادية، التي تعصف بالبلاد كلها، ولم تسلم حضرموت وأهلها من أضرار الصراعات والحروب، الا اننا نبعث من خلال الرياضة نداء للجميع بأن ينحازوا للسلام، وأن يتقوا الله في أنفسهم وفي هذا الوطن المكلوم، وعبر عن ذلك محافظ المحافظة مبخوت بن ماضي ، عندما وجّه الدعوة من وسط ميدان المبارافي للمسؤلين في مختلف المناطق اليمنية، بأن يبعثوا بفرقهم الرياضية المتفوقة، ليخوضوا منافسة ودية حبية على أرض حضرموت، لعلها تكون عامل مساعد على وضع خطوات احلال السلام في اليمن كافة.

والرسالة الثانية كانت موجهة الى الحكومة، تطلب منها ايلاء حضرموت العناية والتقدير الذي تستحقه، بأن توجه إليها كل الجهود لاحداث تنمية حقيقية، وإعادة بناء وتحديث بنيتها التحتية والخدمية، وفي المقدمة منها خدمات الكهرباء والمياه والصحة والطرقات، لتطبيع الحياة بشكل صحيح، وأن تتغير نظرة الحكومة وذوي القرار تجاه حضرموت، التي يعتبرونها مجرد بقرة حلوب وخيرها لغيرها.

ورسالة أخرى كانت مشتركة الى الحكومة وقيادة التحالف العربي، مفادها ان حضرموت التي صبرت على الحرمان لسنوات، إلا انها ظلت قائمة على العهد بالوقوف الى جانب استعادة الدولة، وقدمت الكثير في سبيل أن يكتب للمشروع العربي النجاح، ولكنها لن تصبر أكثر مما مضى على الظلم والحرمان، وانها لديها من القدرات والامكانيات لأن توجع من يريدها أن تبقى كما كانت، وهي التي كانت ولا تزال تمثل شوكة ميزان الأحداث في المنطقة، لقادرة على تغيير المعادلة بشكل قد لا يدركه الآخرون، ولكنه سيصيبهم في مقتل ان استمر تجاهل وتسويف حقوقها.

في الختام، ان نجاح البطولة السابعة من كأس حضرموت، وذلك الزخم الجماهيري الكبير الذي واكبها منذ انطلاقتها، وحالة الأمن والاستقرار التي سارت في ظله، يجعلها تستحق أن تُبنى فيها بنية رياضية حديثة، من خلال بناء منشئات رياضية لمختلف الألعاب، الى جانب استقدام فرق عربية وأجنبية، لخوض المنافسات الرياضية، والأولى أن نشهد قدوم أندية عربية خاصة من المملكة العربية السعودية و دولة الامارات العربية المتحدة، كونهما الأقرب الينا وصاحبتي المصلحة الى جانب اليمنيين، في تطبيع الحياة وتحقيق الاستقرار في أي منطقة في اليمن، وحضرموت هي المنطقة التي توفر لهم ذلك الهدف.

#حضرموت_حضارة_وحضور

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

حضرموت نموذج للإنسانية والعدالة..في تعاملها مع ملف النازحين

حضرموت نموذج للإنسانية والعدالة..في تعاملها مع ملف النازحين شهدت حضرموت تدفق أعدادا كبيرة من النازحين …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *