الثلاثاء , أبريل 22 2025

حضرموت والخيار الرابع … في ضوء الإمكانات والممكنات

 

 

حضرموت والخيار الرابع …
في ضوء الإمكانات والممكنات

بقلم / أحمد باصهي

تابعتُ وكثيرٌ من أبناء حضرموت في الوطن والمهجر حديث
المهندس خالد بحاح أمام النخب والفعاليات الحضرمية خصوصا في وادي حضرموت ذلك الحديث الذي يدعو فيه إلى التمسك بالدولة اليمنية وما تبقّى منها وهو الذي كان يوما أحد وزرائها إبان حكم الفرد علي عبدالله صالح ثم نائبا لرئيس الجمهورية ورئيس للوزراء في حكم المحاصصة المنبثقة عن المبادرة الخليجية ، وفي نظري أن المهندس بحاح أقرب إلى كادر الحضارمة التكنوقراط منه إلى السياسيين وأصحاب المشاريع لذا نكن له كل الإحترام والتقدير، غير أن هذه الدعوة هي في أصلها مشروع بذاته تتبناه الدولة اليمنية في صيغتها الحالية أو نصفها فيما يعرف بالشرعية وهي الدعوة التي تتبناها كذلك كل الأحزاب المنضوية تحت مظلة الدولة اليمنية والمشاركة في هذه المقاربة والمحاصصة السياسية والتي كان آخر تجلياتها المجلس الرئاسي ذو السبعة أعضاء باستثناء المجلس الإنتقالي الجنوبي الذي حظي بالعضوية وبقي مناديا بمشروعه في إقامة دولة جنوبية مستقلة.
وهو الخيار الثاني المطروح في سُلّم الإختيارات التي على الحضارم أن يتخذوا قرارهم حولها .

ثم يأتي المشروع الجديد أو مايعرف بالخيار الثالث وهو الذي انطلق من شعار حضرموت ليست جنوبية ولا شمالية بل من حقها أن تنادي بدولة حضرمية مستقلة إن لم تكن أقليما بكامل الصلاحيات في دولتي الفدرالية الكبرى التي تضم الشمال أو الفدرالية الصغرى على أرض الجنوب فحسب .

وبتمحيص الخيارات الثلاثة أظن وما كلُ الظن إثم أن من حقي كأحد أبناء حضرموت أن أدعو الحضارمة بكل توجهاتهم إلى النظر أولا في مرتكزات المشاريع الثلاثة سالفة الذكر فالدولة اليمنية سواء كانت مركزية كالتي خبرناها وذاق الناس منها ما ذاقوا أو أقاليم كما كان مخططا لها أن تكون ثم وئدت في مهدها لأسباب يطول شرحها قد تكون مهمة الأجيال القادمة بعد أن تصقلها التجارب والممارسات..
أما في واقع اليوم فالنفوس والأمزجة وما خلّفته الحرب والمظالم القديمة تعرقل ذلك الهدف إن لم نقل أنها قد تحول دون تحقيقه .

كما أن مشروع دولة جنوبية أو إعادة دولة ماقبل عام ٩٠ كما يلاحظ كل متابع أن الحضارم منقسمون حوله بين مؤيد ومعارض ولكل منهم وجهة نظره وخلفيته التاريخية التي يقيس الواقع بالنظر اليها وهو ما عجّل بظهور الدعوة إلى خيار ثالث يدعو إلى دولة حضرمية خالصة ارتاب الناس حولها من شعاراتها وأعلامها التي رفعت وشخوصها الذين تصدروا المشهد المحتفي بها، إذ أصابت الناس خيبة أمل بعد أن تخرّج من أبناء حضرموت عشرات الآلاف من الجامعات وبرز العديد من ابنائنا في مختلف الفعاليات والمسابقات العلمية والفكرية والرياضية على مستوى الوطن والإقليم والعالم حتى بتنا نعتقد أننا قد اقتربنا أن نكون مجتمعا مدنيا يحتكم أهله إلى عقد إجتماعي واضح يعلي قيم الحرية والمساواة ودولة النظام والقانون أسوة بكثير من الدول الفتية الناهضة في الأقليم والعالم فإذا بنا أمام ميثولوجيا تاريخية ومرجعيات وأحلاف قبلية وكينونات على أساس العرق والنسب بل أوغل البعض وزار المقابر وبحث في العظام وهي رميم لفحص الجينات وتتبع التحورات والعينات كما هو جارٍ  من اختبارات ال DNA التي انتشرت مؤخرا لإثبات هل هو من تريم أو عينات أو من هذه القبيلة أو تلك في مشهد عبثي لا علاقة له بما يطمح الناس إليه.

إن إمكاناتنا كبيرة ولله الحمد في أن نطمح عاليا بل فوق السحاب فحضرموت شعب متجانس وأرض مترامية الأطراف وموانئ بحرية وجوية ومنافذ برية وثروات في باطن الأرض وظاهرها، فضلا عن ذلك قوة ناعمة ممثلة في آلاف الخريجين من أبناء وبنات الوطن ومغتربين كماً ونوعاً منتشرين في أرجاء العالم كله .
فهل محكوم على هولاء أن يظلّوا حبيسي ما يقرره ويروج له الحرس القديم من السياسيين ورجال الحكم الذين يصرون على أن يخوضوا كل المراحل ويتصدروا كل المشاهد وإن لم يكونوا هم فمن اتباعهم ومن توافقت مصالحهم معه بصرف النظر عما يحمله من هم وطني أو أجندة تخدم العباد والبلاد في حاضرها ومستقبلها إلا من رحم الله .
هذه إمكاناتنا فلنعرفها ونقدّرها حق قدرها .

أما الممكنات فالسياسة رمال متحركة وهي في الأصل فن الممكن وإذا مابرز من بيننا من خلال الدعوة الى مؤتمر وطني حضرمي يستوعب الكل دون إقصاء أو تهميش تنبثق عنه جمعية وطنية تتخذ من آليات المشاركة والتصويت وقياس الأوزان النسبية للأفكار والتيارات من يحسن عرض قضيتنا وطمأنة الأهل والجيران والأصدقاء بفحواها ومؤداها ومنطلقاتها وغاياتها حينئذ لن نعدم النصير والمؤيد فلكل قضية محام يدافع عنها يفلح إن صدق .

إن المناداة بقيام دولة حضرمية مدنية جديدة تستوعب طاقات المجتمع وتياراته بشكل أفقي عريض وتقطع مع الأشكال والبنى السياسية والاجتماعية القديمة التي عرفتها حضرموت مستلهمة ما وصل إليه العالم من كل جديد في كل علم وفن من غير تفريط في ديننا و قيمنا ومبادئنا .

فليس جديرا بأبناء حضرموت الذين يرتكزون على آلآف السنين من الإرث الحضاري وآلاف الشباب ذكورا وإناثا من حملة الشهادات العليا في مختلف التخصصات ، أن يتفرجوا على المشهد مسلوبي الإرادة وكأن لسان حالهم يقول ليس بالإمكان أبدع مما كان ، بل نردد وبصوت جهور : قول أبي العلاء المعري
إني وإن كنتُ الأخيرَ زمانُه …لآتٍ بما لم تستطعه الأوئلُ
ونفكر خارج الصندوق ونقول كما يقول الإنجليز why not
أو كما  يقول الإمريكان yes we can

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

ماذا تبقّى من شعبية الانتقالي في حضرموت؟

ماذا تبقّى من شعبية الانتقالي في حضرموت؟ اعتدنا أن تفرّ قيادة الانتقالي من عدن كلما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *