قراءتي للمشهد في حضرموت والجنوب !!!
بقلم : سالم باوزير (بوحسين).
المكلا: 10 مايوا 2023م.
أرى أن السيناريو الذي طبق في حضرموت مع مؤتمرها الجامع والمؤتمر التشاوري الجنوبي أدارهما مخرج واحد :
– فالجامع تم فيه جمع كوكتيل من الشخصيات الحضرمية تم أختيارهم بعناية وأستبعاد ٱخرين من النخب السياسية والمجتمعية القبلية والمدنية والمثقفين بأنتماءاتهم الحزبية المختلفة تحت سقف وأحد في وقت قياسي ليخرجوا بمخرجات أرضت غالبية الشعب الحضرمي بما فيهم من طالب بتصحيح المسار .
هذا الجمع لم يكن متجانس ولا متفق في الرؤية السياسية ولم يتم الأنصات لنصح المخلصين الذين طالبوا بتصحيح المسار الذين لم يتوقعوا لاهم ولا أحد من الحضور هذه النتيجة وهذه المخرجات ؟! .
للأمانة هذه المخرجات كانت باجتهاد تلك اللجان من المهجر والداخل لكن الذي يعرف التباين في رؤية نخب المجتمع الحضرمي يدرك أن هناك ضوء أخضر سمح لتلك المخرجات بأن تكون تلك بنودها !!!.
لكن الذي سمح لخروج المؤتمر الجامع بتلك البنود لم يسمح له بتطبيقها حتى اليوم ؟!؟!
– والمؤتمر التشاوري الجنوبي تم بنفس السيناريو ، فبالرغم من أعتراض كيانات وشخصيات معتبرة تم عقد المؤتمر بتمثيل هزيل لكنه واسع بإحلال شخصيات ممثلة لمكونات معترضة وشخصيات لا دور ولا قيمة لها إلا أنها من مؤيدي الأنتقالي وتحت مضلة الأنتقالي الذي أقصى الوطنيين للقضية الجنوبية ليفرض نفسه كممثل للجنوب وليخرج المؤتمر بتوصيات رنّانة دغدغت عوام المجتمع وبعض نخبها المعارضة ، وحتى أن بعض هذه التوصيات لا يمكن أن تتفق مع نهج الأنتقالي من حيث المبدأ والواقع المعروف به ؟! .
فهل سنرى تطبيق لهذه المخرجات على واقع دولة الجنوب لو تحققت في المستقبل ؟! .
أنا شخصياً مقتنع بأن من عطّل مخرجات الجامع سيعطّل مخرجات التشاوري الجنوبي لأن مُخرج المؤتمرين واحد ولأن تلك المخرجات لأرضاء المجتمع ولقضاء وطر مؤقت لن يُقدم على مصلحة ذلك المُخرج الذي أدار هذا السيناريو !!!.
القصة لم تنتهي بل هي في بداياتها ، وكمراقب للمشهد بعمومه أرى أن هناك أمر مهم قادم ، وما هذا التسارع في هذا الحراك المدبر إلا لتحقيق متطلب لابد منه ، وقرأتي تقول :
أن هناك دفع لتدويل القضية الجنوبية في دوائر القرار الدولية لأنهاء الوحدة بين الشريكين اليمن الشمالي واليمن الجنوبي بمسوغات قانونية واستناداً على بنود تضمنتها بنود أتفاق الوحدة بينهما ، وحتى يتحقق هذا الأمر لابد من تماسك ووحدة مجتمعات الشريك الجنوبي ، وهذا الدفع الذي لا يراعي رغبات بعض الشركاء في هذا الجنوب لتحقيق هذا المتطلب .
ونحن كحضارم نرغب في أنهاء الوحدة التي نحن أكبر المتضررين منها لكننا ندرك أن ما بعد الوحدة سيتسلم الأنتقالي زمام الأمور حيث أنه الوكيل الحصري لمن وراء هذا الدفع السياسي ونعلم نهج قياداته وأهدافهم التي لا يخفونها وهم من قبل أن يسطّروا ويحكموا هذا نهجهم العنصري الذي لا يؤمن بحقوق الشركاء فكيف بعد أن يؤول الأمر إليهم ، فكل تلك المخرجات ستتبخر ليبقى نهج الأنتقالي الذي لا يرى في حضرموت إلا تابع مهضوم الحقوق والتمثيل كما كان على عهد الأشتراكي الذي هو مثلهم الأعلى وتبنّوا علمه ، لذلك فالمسؤولية على المكونات الحضرمية والشخصيات العامة والنخب في حضرموت في هذه المرحلة الفارقة مضاعفة ، وعليهم فرض حقوق حضرموت فرضاً منذ البداية وقبل أن يسلم الزمام للأنتقالي وقياداته لتكون حضرموت شريك تدخل في شراكتها بخيارها إذا هناك مصلحة وتنسحب برغبتها ، ولا سبيل لذلك إلا بالتوافق في مؤتمر وطني حضرمي على الأقل يعتمد مخرجات الجامع أستراتيجية .
رسالة مهمة لأبناء حضرموت ونخبها :
لاتجعلوا رغبة أنهاء الوحدة على حساب حقوقكم ، فأنتم وشركاؤكم اليوم سواء وغداً إذا تنازلتم تابعين أذلاء !!!.