ماذا ترك الانتقالي في حضرموت؟!!
( ١ )
(الشعارات لم تجدي نفعا مع الحضارم)
استبشر طيف واسع من أبناء حضرموت بزيارة رئيس المجلس الانتقالي وبقرار عقد اجتماع الجمعية العمومية في المكلا وقد رافق هذا القرار سيل من المنشورات التي تبشر حضرموت وتعد بأن الاجتماع المزمع في 21 مايو سيكون تاريخي وأنه وأنه…
تابعت العملية منذ تحرك الوفود إلى وصولها إلى عقد جلساتهم وبعض الفعاليات المصاحبة وبغض النظر عن الكتل البشرية المدججة بشتى أنواع الأسلحة والتي عكست خط السير وأربكت المشهد المدني في حضرموت وما تلا ذلك من تهجم في فندق رمادا إلى عراك في القاعة بين الحراسات إلى حادثة مطعم باحجري حينما أثار قيادي انتقالي مغمور الرعب من خلال مرافقيه في المطعم وفي الحي برمته كل هذه تفاصيل تعد عاديه جدا فالقوم مارسوا طقوسهم الاعتيادية بحذر وعناية بعد أن صدرت لهم توجيهات وتعليمات بعدم ازعاج السكينة العامة وإظهار بعض الاحترام للحضارم
رغم إن إصرار وفد الانتقالي وقياداته على عدم الوثوق في النخبة الحضرمية لتأمين الفعالية بحد ذاته علامة استفهام رغم أنها وجل قيادتها محسوبة عليهم ومناصرة لهم على الأقل
بعد الانتهاء من عقد جمعيتهم العمومية لاجتماعها الذي لم يأتي بجديد بل كرّر الزبيدي ما صرّح به في المرة الأولى أن اسم دولته المزعوم منحصر بين خيارات منها دولة حضرموت ولن نخوض في حق عيدروس سلب هذا الاسم من عدمه من الحضارم كون الرجل يهدف إلى دغدغة المشاعر وحتى لو صدق فلن نقبل بسلب أسمنا
توقعت بعدها أن يتجه الزبيدي لافتتاح بعض المشاريع أو يضع حجر الأساس لمشروع استراتيجي يكون ذكرى جميلة لأبناء حضرموت كأن يوجه بتأهيل مباني جامعة حضرموت أو مستشفى بن سيناء الذي يعتمد عليه الإقليم الشرقي برمته أو يوجه بصرف حصة حضرموت من النفط المتوقفة منذ توليه رئاسة لجنة الموارد بمجلس القيادة الرئاسي كل هذا لم يحدث رغم أن بحوزة الرجل ما يقارب سبعة وثلاثين مليار كانت كفيلة بحل مشكلة الكهرباء غير أن الزبيدي صرف منها لأتباعه يحشدوا لاستقباله فقاموا باستئجار عدد من الفرق الشعبية والضخ لبعض الإعلاميين والصرف لحشد الجماهير المستقبلة وتأمين لهم مصروف الإقامة والسكن حتى الانتهاء من التمثيلية الهزلية التي لم يكن هدفها معرفة احتياجات المواطنين في حضرموت ومحاورة القوى السياسية والاجتماعية والاقتصادية فيها للوصول إلى صيغة توافقية بقدر ما كان الهدف أن ينتزع الزبيدي حق تمثيل الجنوب وتذويب وصهر بقية القوى والشخصيات في الانتقالي فقد وعد شخصيات بمناصب ولوّح بمئات الملايين لمن سيوافق على بيع نفسه وتقديم حضرموت كقربان لجنوبه المزعوم والذي مازالت عاصمته منذ أن كان محافظا لها إلى اليوم تعاني سوء الخدمات وضعف الكهرباء وانعدام الماء في بعض أحياء عدن فلم يقدموا أي نموذج محترم ومقبول في عدن وقد رجع من حضرموت بخيبة أمل متوقعة طالما وأن من معه من الحضارم لا يتجرأون على إخباره الحقيقة الثابته أن حضرموت لم تعد تلتفت للشعارات والخطابات الرنانة وتمقت العينة الضعيفة التي اختارها الزبيدي في مجلسه كممثلة لحضرموت والكل يعلم أنهم يمثلون الزبيدي في حضرموت ولا يمثلون حضرموت في الانتقالي بل نجزم أن عمرو البيض لا يعرف ربع حضرموت ولم يزرها يوما وبقية الشلة تدرك أنها تبحث عن ذاتها في مجلس الزبيدي و لا تهمها حضرموت بأية حال.
ماجد بن طالب الكثيري