عيد الوطن الحضرمي ،،، وما احلاه من عيد!!!
ماجد بن طالب الكثيري
سيؤن : 2يوليو 2023م.
الى أرض السلام والوادي الأخضر كانت وجهتنا وإليها شدّينا الرحال، لنجدد روح الانتماء والاندماج مع أهلها الاخيار، بعد ان باعدتنا عنها الغربة لبضع سنين، ولكن مكانها في القلب مرصون.
هناك استمتعنا بلقاء الأحبة واستنشقنا عبير الأرض التي رعتنا صغارا واستذكرنا زيارات سابقة وحياة الطفولة والصبا وشقاوتها البريئة.
كبر الأطفال الحضارم واصبحوا رجالا يبحثون لهم موقعا تحت الشمس، دون تبعية او تهميش فالحضرمي الأصيل لا يقبل العبودية، وسقفه السماء، طموح بلا حدود، وعشق للابداع وإثبات الذات، هم بناة وقادة في مهاجرهم البعيدة والقريبة وآن لهم أن يبنوا أرضهم المعطاءة وهم حاليا على هذا النهج.
تنقلنا بين مدنها وقراها وعايشنا شيوخها وقياداتها .
في سيئون عروس الوادي كان لنا لقاء برمز شموخها وحكيمها الشيخ عبدالله بن صالح الكثيري شيخ مشايخ ال كثير ورئيس مرجعية قبائل حضرموت، والتقينا بقائد نهضة الوادي الأستاذ عصام حبريش الكثيري، ثم عرجنا على بور ارض التاريخ الموغل في القدم، لنلتقي بكريمها وملتقى نخبها الشيخ يحي باجري رئيس هيئة ميثاق الشرف، وفي سر وشعب البير كنا في حضرة الشيخ صالح بن حريز قائد الهبة الحضرمية وشعلة الكرم والجود في ذلك الوادي المعطاء، والتقينا أيضا برمز العدالة القاضي محمد علي بن طالب، وتحاورنا مع المنصب الغالي سبيت مزاحم باوزير، ومع قائد الشباب وروحها المتدفق المهندس هشام بن طالب، تحاورنا معه بروح الشباب واندفاعهم، ومع المقدم حمدي السعدي احتسينا الشاي الحضرمي ، وتجاذبنا ذكريات الماضي وآفاق الحاضر والمستقبل الحضرمي.
وأجمل الذكريات كانت زيارتنا لمن هو أحبّ الى قلبي وصديق عمري اخي الغالي والعزيز لدي الشيخ سلطان التميمي أمين عام مرجعية قبائل حضرموت المساعد لمرجعية قبائل ورجلها الحكيم الرزين صاحب الرؤى الثابتة والإستشارات الصائبة.
هؤلاء هم مجرد رموز وعلامات مضيئة ممن قابلناهم، ولكن القائمة تطول بمن التقيناهم من الشخصيات الحضرمية، وأهل الأرض الحضرمية المعطاءة.
ستة أيام مرت سريعا وفيها عايشنا افراح عيد الأضحى المبارك بنكهته الحضرمية المميزة.
ففي القرية التاريخية الجميلة عُقدة ال جعفر بن سالم بن طالب، اجتمع الأهل والأقارب صغارا وكبارا، ابتهلنا الى الله في صلاة وخطبتي العيد وملبّين له بالتكبير ليمنحنا البركة والبهجة وسعادة الدارين، وبعدها توجهنا للمعاودة التاريخية لآل جعفر بن سالم بن طالب وفي غرفتهم التراثية ومجلسهم الجامع التقينا وتعاودنا ، وترددت زواملنا تتعالى في الطريق اليها وفي أرجائها كما هي عاداتنا منذ الأزل، ثم انطلقنا بعدها الى مسقط الرأس وكنان الأهل (الجدره) لرؤية ديارنا التاريخية ثم إلى مناطق الجوه وباحمران وجمّالة والحدبة لمعاودة الأقارب وأبناء العم من آل سلامة بن مرعي بن طالب وآل محمد بن طالب والسلام عليهم ومعاودتهم منزلا تلو الآخر في مشهد جميل وموكب كبير ومشيا على الأقدام ونزور بيت الصغير وبيت الكبير..
ثم الذهاب بعد العصر لإكمال باقي العواد في منطقة المثور الشامخة لمعاودة أبناء الشيخ بدر بن صالح بن طالب رحمه الله واحفاده.
عيد جميل علينا عدت يا عيد، ففي ارضنا المعطاءة حضرموت الخير والسلام ، يطيب المقام ويطيب الانشاد لها، وينعشق السمر وبهجة الوادي.
لم لا وقد اصبح العيد عيدين ، عيد الاضحى المبارك، وعيد قيام مجلس حضرموت الوطني الحامل السياسي للقضية والمظلومية الحضرمية، وقائد الشعب الحضرمي نحو مرافئ الشموخ والعزة والقوة والاستقلال والندية مع المحيط الجنوبي والشمالي . وقد كانت كل احاديث العيد والمسامر في كل منزل وبيت حضرمي ، عن هذا المارد الحضرمي الذي ولد للتو ، وسيكون له شأن قوي في حضرموت السلام والخير والمنعة والقوة ، بعد معاناة السنين الطوال منذ 67م وحتى اليوم ، التي أخرجت حضرموت عن الفعل الانساني والريادة الحضارية على أرضها ولمحيطها، وآن لها ان تستعيد مجدها واستقلالها وحضورها القوي تحت الشمس.
حضرموت يا أهلنا في حضرموت تحتاج منكم وقفة قوية واستغلال المرحلة والتحرك وعدم تفويت الفرصة، وتحتاج الانسان المتحرك الذي لا تثنيه الاحباطات وتفتيت الهمم من البعض، لا نريد تكرار أخطاء الماضي ودفن الرؤوس في الرمال..فمصيرنا بأيدينا الآن والفرصة سانحة فلا نضيعها..