حضرموت وفرصة الخلاص من التبعية
بقلم/أمين الكثيري
عندما نتكلم بكلام مقصود له معنى ولكن بأسلوب ملتوي نقصد به تغيير الحقائق وعكس المفاهيم بطريقة غير واضحة او مخفية ونلبس الحق بالباطل كالذي يصطاد بالماء العكر – كما يقولون – قاصدين صرف العقول وتغيير القناعات وقلب الموازين والكيل بمكيالين مختلفين في قضية واحدة فنبرئ انفسنا في وقت ونحن متهمون ونتهم غيرنا وهم بريئون فإن ذلك يعني اننا مدلسون ومحرفون وفاشلون .
من خلال هذه المقدمة البسيطة والتي تدل في أحد شقيها على نمطية الانسان وثقافاته وقناعاته المختلفة في خلق كيان خاص به او قيم ومبادىء شخصية يظهر بها بين الناس في مجتمعه عن طريق التعبير اللغوي والكلامي وعن مدى ما يحترفه بعض الدعاة من المدلسين والمحرفين والفاشلين في خداع الناس وعن ما يكنّه الكثير منهم من البغض والكراهية للإنسان والإنسانية .
ومن خلال ذلك استطيع القول ان كل الاحزاب والمكونات المليشياوية اليمنية تدل ؤتوشر على نفسها عندما تسأل عن الفشل، فقد أظهرت نفسها في الفترة الاخيرة كأحزاب ومكونات مليشياوية تقوم على عنصر وأرض معينة دون الآخرين وهذا إن دل فإنما يدل عن قصور فهمهم للحقيقة، فالحقيقة دائما ما تكون محبطة لذلك تجد احزاب ومكونات ومليشيات الهامش تنطلق من أرضية هشة ولا تضع نظرة لحل جذري بل كل ما تصبوا له هو بعض القشور حتى يرى فاقد العقل والبصيرة وعديم النظرة الثاقبة التطور القشوري انه انجاز يصعب الوصول له اليوم، فالحل لا يكمن في صناعة الفشل.
ومع فشل تلك الاحزاب والمكونات المليشياوية فإنهم لا يجدون غضاضة في ان يتلمّسوا اقرب الطرق وأكثرها انتهازية للوصول الى كرسي السلطة , ولهذا فإننا لن نستغرب ابد ان نجد حزبا يدّعي الإسلام ثم نجده يسجد لمن كفّره بالامس واعتبره عدو العقيدة , وأن نجد حزبا شيوعيا يساريا ينحني ليقبّل أقدام الأصوليين ومتصنعي الزهد , أو أن نجد حزبا آخر باع كل تاريخه من اجل السلطة أو إرضاء لحاقد ومتآمر على وطنه وهذا الحزب العفاشي هو الخطر الأكبر على حضرموت، ولهذا فقد سقطت هذه الكيانات في حضرموت بلا رجعة وسقطت راياتها قبل ان تُرفع لأنها لم تعمل بالحكمه العظيمة والشهيرة (ارفع علم الحق يتبعك اهله ).
ومن اهم هذه الامثلة على فشل تلك الاحزاب الثقافة الانبطاحية لها، القفز على الاستنتاجات الخاطئة والهضم والابتلاع لا المشاركة وبلغة أخرى قلة البضاعة والزاد الفكري. الحسد،خلل فى البنية العقلية.
وسعيها الى العمل على إشاعة مناخات الإحتقان في الشارع.. والدفع بالأمور نحو الفوضى والعمل إلى جـر البلد لمستنقعات عدة، ورفع حـالة الاحتقان الشعبي في اجزاء عدة من اليمن وحضرموت لتحقيق مكاسب عدة، وسعت بأن تكون كل هذه الامور كفيلة بعرقلة تنفيذ أي برنامج تنموي وتشتيت جهود وإمكانات المخلصين في معارك عبثية واستنزاف قدراتها .
ولا تقتصر خطورة الأمر عند هذا الحد بل تتجاوزه لما هو أبعد فبدلا من أن تعترف هذه الكيانات المأزومة بأخطائها وتفسح المجال للتجديد بداخلها أو على الأقل تقوم بمراجعة نقدية شمولية تراجع فيها مسيرتها فتصحح ما أعوج من سلوك وتقوّم ما ثبت فشله من نهج وتحاسب حيث تجب المحاسبة بدلا من ذلك تمارس اليوم سياسة الهروب للأمام بطرح خيارات لا واقعية أو بتحميل الشعوب المغلوبة على امرها تبعات عبثيتها.
مع إني من المطالبين بتحريم العمل الحزبي وتجريمه في المستقبل في حضرموت إلا إنه لا يمنع ان نبيّن حقيقة هذه الكيانات اليمنية المطالبة اليوم أكثر من قبل بالاستقامة السياسية، ذلك لأنها تحاول اليوم تقديم نفسها بديلا فقط، مع أنني أرى ان عليها أن تدرك جوهر العمل الحزبي بوصفه مشاركة سياسية وتعاونا وليس بديلا نهائيا وشموليا، هناك نشأة خاطئة لهذه الاحزاب تستهين بالمشاريع وبالبرنامج الاجتماعي الضروري تحقيقه في المجتمع، ومادام أن هذه الاحزاب تفتقر برامج سياسية واجتماعية وتكتفي بإنشاءات أو تكرار واستنساخ لبرامج غيرها فلن يكون أمرها بخير ولن تنجح .
كل ما يمكن قوله أنها مازالت تفتقر إلى الحد الأدنى من الفكر والاستعداد للمشاركة والتشريك في العملية السياسية.
ويجب على الحضارم اليوم لفظ أي كيان او تواجد لهذه المكونات بينهم فهي كانت ومازالت وستظل السبب الأول لكل ما وصلت اليه حضرموت.