السائر الذي لا يتحرك
خطاب الشيخ عمرو هذا ينطبق عليه البيت الشعري الذي أصبح مثلا سائرا: في فمي ماء ** وهل ينطق من في فيه ماء.
والمفروض من الشيخ -وليس المستحب- أن يعين مترجما لكلمته هذه حتى نفهمها ونعرف من يقصد؟ وماذا يريد؟
شيطن الجميع بصورة مهذبة نوعا ما، وأعطى لنفسه العصمة وبرأها من أي تقصير وأيضا بصورة مهذبة، ونصّب جامعه ملكا على حضرموت، فما قضته حضرموت من دون الجامع، فهو لغو أو باطل مدعوم خارجي، وما عدى السيد الجامع -وإن كان حضرميا- فهو متسلل من خارج الحدود، جاء ليقضي على فتى حضرموت المدلل الجامع.
هذه علة الجامع، لا تعرف له موقفا ثابتا، فهم كمن يدور مع الجميع ويقف في كل المحطات، ويتزود من كل المحطات، ويخدم كل المحطات، ويمضي في طريقه ولا تدري إلى أين، كما أنك لا تدري إلى أي محطة يقصد، فهو مثل الذي بلا مِهره (كلمة حضرمية دارجة وتعني الشخص العاطل الفاضي) لا يدري أين يذهب ولا ماذا يريد.
تستجد المستجدات وتتطور الأحداث وتظهر أمور على الساحة جديدة، وتبقى أنت من الجامع كالمتفرج المتعجب لا تخرج منه بطائل، أحيانا ترى أفعالا تناقضها أقوال، وتسمع أقوالا تعارضها أفعال، يتركونك في حيرة من أمرك فتضرب أخماسا في أسداس، وفي الأخير، تتوه في دوامة الجامع وحبائله، والجامع يسير ويمضي ولكنه واقف لا يتحرك.
سلام يالجامع.
منصور باوادي