الأحد , سبتمبر 8 2024

لماذا عندما يرتفع الصوت الحضرمي مطالبا بحقوقه؟! يتزايد عليه التهميش والمحاربة من الشمال والجنوب!!!

 

 

لماذا عندما يرتفع الصوت الحضرمي مطالبا بحقوقه؟!
يتزايد عليه التهميش والمحاربة من الشمال والجنوب!!!

بقلم :م. لطفي بن سعدون الصيعري.
المكلا : 6سبتمبر 2023م.

يلاحظ باستمرار بأنه عند ارتفاع الصوت الحضرمي المطالب بحقوقه المشروعة ورفض التهميش والتبعية للشمال وللجنوب، فإن النتيجة يكون زيادة في التهميش وفي هضم الحقوق الحضرمية.

وحاليا مع ما يجري من تحضيرات لعقد المؤتمر التاسيسي لمجلس حضرموت الوطني ، والذي يؤمل عليه الحضارمة ان يكون حاملا سياسيا لقضيتهم ومظلوميتهم الحضرمية ، ووعاءا حاضنا وموحدا ، لكل مكوناتهم وأطيافهم وجهودهم في سبيل انتزاع حقوقهم المشروعة وعلى رأسها استقلال قرارها السياسي وسيادتها على أرضها وثرواتها ونديتها لصنعاء وعدن ورفض تبعيتهما، فإننا نرى تسارعا في الهجمة المضادة للقوى الشمالية والجنوبية، ويجري زيادة التهميش والإلغاء لحضرموت وأهلها وكوادرها.

وقد لاحظنا مؤخرا، أنه مع زيادة مطالبات الحضارمة بتجنيد أبنائهم في القوات المسلحة وإحلالهم محل الجنود الشماليين والجنوبيين المنتشرين في عدة ألوية تتبع للمنطقة الأولى بالوادي والصحراء وكذا لواء بارشيد بالساحل، فإن النتيجة تكون تجنيد أقلية حضرمية مقابل أعداد الشماليين في معسكرات الوادي والصحراء وكذلك أعداد الجنوبيين المتزايدة في معسكرات الساحل، كما تصدر قرارات التعيينات والترقيات اليومية، للشماليين والجنوبيين في كل مفاصل الدولة، وتستثنى من ذلك حضرموت. وكان آخر كارثة هو تعيينات القضاة في المحكمة العليا، فلا يوجد إلا حضرمي واحد من بين أربعين قاضيا.

وإزاء ذلك يشتعل غضب الحضارمة المستقلين والأتباع، رفضا لهذا التهميش ولكن دون نتيجة ، فبأقصى سرعة يتم حرف مسار هذا الغضب عن طريقه الصحيح، ليتحول الخلاف بين الحضارمة انفسهم على طريقة خلاف بني اسرائيل حول بقرتهم، ماهي؟ وما لونها؟ وماذا تعمل ؟، ويدخل الحضارمة في موالهم المعتاد, من المتسبب في هذا التهميش. فالمتجنوبين يحمّلون الشماليين كل مصائب حضرموت، والمتشمللين يحمّلون الجنوبيين هذه المصائب ، والمستقلين الحضارمة يراقبون في مجملهم ويحللون مواقف هؤلاء الطرفين ، ويتفرغون لها بالكامل ، وينسون لب المشكلة ،،، وهي التهميش لحضرموت ،،، ثم تخفت الاصوات تدريجيا وتنتهي زوبعة الرفض وكان شيئا لم يكن، حتى حصول تهميش جديد، ليتم التعامل معه بهذا النسق.

ترى كيف الحل إزاء كل ذلك؟ ولماذا أصوات الحضارمة لا تستطيع ان تقلب المعادلة؟! وتفرض كل مطالبها على الواقع ، وهم من ذاع صيتهم في الآفاق خارج حضرموت!!!

الشيء المؤكد أن الشماليين والجنوبيين ينظرون لحضرموت ، كبقرة حلوب وغنيمة لهم يغترفوا من خيراتها وينهبوا ثرواتها ، ويهمّشوا اهلها ويرهبوهم ، بمختلف الايديولوجيات والشعارات الكاذبة اليمينية واليسارية، ونرى حضرموت تارة غنيمة للجنوب كما جرى منذ 67 وحتى 90م وتارة غنيمة للشمال كما جرى منذ 90وحتى اليوم ، وتتجه حاليا لتصبح غنيمة للجنوب من جديد، ثم ستجهز مرة ثانية نحو الشمال وهكذا دواليك.

وفي خضم كل ذلك التهميش لا نرى في حضرموت ، الا جعجعة وصخب انصار الجنوبة او أنصار اليمننة ،اما المستقلين الحضارمة فدورهم لازال محدودا ، ومثلما قلنا فقط جل دورهم، يستنفذوه في مراقبة الطرفين وتحليل مواقفهم، دون ان يركزوا جهدهم لكنس الطرفين معا ورفض التبعية لهما.

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

مجلس حضرموت الوطني بين جهود التأسيس وتعقيدات المشهد

      مجلس حضرموت الوطني بين جهود التأسيس وتعقيدات المشهد مقدمة: يشكّل مجلس حضرموت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *