كيف اتخذ الحضارم قرارهم وكيف يمكنهم تكوينه ؟!.

 

كيف اتخذ الحضارم قرارهم وكيف يمكنهم تكوينه ؟!.

 

بعد تلك الصدمة التي شعر بها أحرار حضرموت بامتهان الغريب لكرامة حضرموت ودخوله بقواته ومصفحاته وفقدهم الأمل في دولة النظام والعدالة والقانون تداعى رجال حضرموت الأحرار لهوى الهوية الحضرمية من رموز المجتمع وأعيانه المدنية والقبيلة وممثلي مكوناته في هبة لمؤتمر تشاوروا فيه وأعلنوا رفضهم لسياسة الأمر الواقع واستعدادهم للدفاع عن حضرموت وحقوق أهلها بالغالي والرخيص !!!

هذا الموقف الجاد والصلب كان كل ما كانت تحتاج سماعه قيادة بلاد الحرمين الشريفين ، التي كانت تدرك مظلمة حضرموت وتتضرر منها ، لكنها تلتزم بمبادئها الأخلاقية وبأدبيات القانوني الدولي وبالتزامها بمسؤولياتها في التحالف الذي تقوده ، وبهذه الصرخة التي أعلن فيها الحضارم قضيتهم وبالنداء وطلب النصرة الذي وجّهوه لقيادة بلاد الحرمين، لم تتردد تلك القيادة الحازمة واستجابت لنصرتهم ، وجمعتهم في الرياض وهيأت لهم كل الظروف للتشاور وتقرير ما يريدون لمصلحة حضرموت ، هذه المصلحة التي تشترك فيها حضرموت مع بلد الحرمين ، فلو لا قدّر الله حدث لحضرموت وتم أدخالها في دوامة الصراع وتصفيات الحسابات بين الطامعين فيها وفي ثرواتها واشتعلت فيها شرارة الحروب التي يحاول المتربصون بها إحداثها وهز استقرارها فلن تكون حضرموت الضحية الوحيدة، بل سيصل الضرر لبلاد الحرمين التي تشترك معها في حدود طويلة تقدر ب 700 كيلومتر تقريبآ، من هنا نعرف أن شراكة حضرموت مع بلاد الحرمين شراكة أستراتيجية في المكسب والخسارة لا قدّر الله .

وبحمدالله خرج المجتمعون بقرار تكوين مجلس حضرموت الوطني، وتم دعمه والتسويق له بتعاون الشريك والداعم والذي تلقّاه المجتمع الحضرمي بفرحة، ولقي زخم لم يلقاه أي مكون آخر قبله …

الإعلان تم تحديد موعد لتدشين المجلس والبدء في ممارسة مهامه لكن لم يلتزم بالموعد فمتى يتم ذلك؟!.

إن المراقب للإعلام المسيّس والموجّه ضد المجلس وحجم الافترآت التي طالت الأعضاء المشاركين في مشاورات تأسيس المجلس وأنصاره وحتى الداعم يعرف أنه لابد أن يكون لها أثر في ولادة هذا المجلس، إضافة لبعض الأحداث العامة المتسارعة في ملف البلاد وبعضها كان رد فعل من أطراف معادية لإنشاء المجلس !!!.

لذلك كان لابد من خوض المشاركين لجولات حوارية بعضها ساخن مع جهات دولية وإقليمية ومحلية لإزالة مخاوف البعض ولإقناع آخرين واحتواء المترددين، وطبعأ كلها بحاجة لتعاون الشريك السعودي وتقديم بعض التنازلات وتأجيل بعض المطالب والمقايضة على مصالح مشتركة مع آخرين ، كل هذه الجولات أجّلت التدشين ولكن لن تلغيه ، وكلها لن يقبل المشاركين في الحوار من رجال حضرموت ولا شريكهم الداعم المساس بالهوية الحضرمية وحقوق مجتمعها ، لذلك مطلوب من أنصار المجلس أن يثقوا في أبناء حضرموت الذين رابطوا هناك في الرياض من أجل قضيتهم وحقوقهم وضحوا بمصالحهم الخاصة وتحمّلوا المسؤولية وعبء أمانة قضيتهم ، ولا يصدقوا تلك الأصوات الناعقة والمشككة في مجلسهم وإخوانهم التي يقف خلفها إعلام مسيّس يقف خلفه جهات مشبوهة لا تريد للحضارم أن يحققوا طموحهم ويتحرروا من تبعية غيرهم ويمتلكوا قرارهم السياسي والسيادي !!!.

الإيمان بالقضية الحضرمية يحتّم على صاحبها تأكيد الثقة فيمن يخدمها ،،،

كذلك شريكنا الداعم، هناك جهات معادية تحاول هز ثقة الشارع الحضرمي فيه ، فعلينا أن ندرك دوره الأساسي في مساعدة تكوين المجلس الحضرمي ، خصوصا في تسويق مطالب حضرموت لدى دوائر القرار الدولية التي يعجز الحضارم في الوصول إليها فضلا عن أن يدخلوا معها في حوار لإقناعها بقضيتهم وحقوقهم في تمثيل حضرموت ، واليوم أثبت هذا الشريك السعودى أن ثقة الحضارم فيه في محلها بعد الإعلان عن فشل مباحثات عمان مع الحوثي لرفض السعودية دفع رواتب الموظفين في المناطق التي يسيطر عليها الحوثي من قيمة بترول حضرموت كما يطالب بها الحوثي ،،،

( سالم باوزير )