إلى أين يقود الحوثي بلاد اليمن؟!
يتبادر للمتابع للأحداث في اليمن أن الحرب التي يقودها الحوثي أنها جولة جديدة بين الملكيين والجمهوريين ، فهل الحوثي صادق في ولائه للملكية ؟!…
قد يكون انتماؤه للمذهب الزيدي وادعاءه الولاء لآل البيت النبوي يوهم الكثير بهذا التوجه لكنه في الواقع ليس كذلك ؟!.
فلو كان صادقا لبرهن على ذلك بأفعال تطابق الأقوال ، وبأقوال تدل على قناعة حقيقية تخدم مصلحته ومصلحة البلاد !!!.
ما نراه من الحوثي لا يتفق مع المذهب الزيدي الذي يدّعي أنتماءه إليه ، ولا حتى يصب في مصلحة حاضنته الشعبية ، ما نراه تنفيذ لمصالح سياسية لدولة بعيدة عن بلاده وحتى لا يتفق مع ايدلوجية مذهب أهله ومجتمعه المحسوب عليه !!!.
وحتى عداءه لجواره لا مبرر له لو كان صادق في توقير سلفه من الملوك الذين حكموا بلاد اليمن !.
فالدولة السعودية كانت علاقتها بملوك اليمن من بيت حميد الدين على أفضل ما يكون بين الجيران ، حتى أن الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه كان جيشه قد سيطر على الحديدة ووصل حتى المخا وعقد صلح مع الإمام البدر سحب بموجبه جيشه من المخا وتنازل فيه عن الحديدة والتزم بعهوده معه ، حتى أن الأمام كان إذا أراد أن يرسل برقية للملك عبدالعزيز ينعته فيها ( بالصادق الصدوق ) ، ووقف مع الإمام في حربه ضد القوميين وتحملت البلاد أوزارالحرب ، وحتى بعد ثورة 26 سبتمبر عام 1962 م التي أطاحت بالملكيين في اليمن كانت بلاد الحرمين الملاذ الآمن لكل أفراد أسرة حميد الدين معززين مكرمين يتمتعون بكل الامتيازات ويوفروا لهم كل ما يحتاجونه بلا فضل ولا أمتنان أحرار في الإقامة أو السفر إلى أي جهةيريدونها…
حتى أن الملك محمد بدر الدين أوصى بدفنه بالمدينة ونفذت وصيته ونقل جثمانه وتم دفنه فيها ،،،
وطوال الحكم الجمهوري في اليمن وحتى سيطرة الحوثيون على الحكم والعلاقة مع رجال قبائل اليمن لم تنقطع تكريما وتقديرا ،،،
وما تدخّل المملكة بالمبادرة الخليجية لحل مشكلة البلاد التي كانت على وشك الانفجار والدخول في حرب أهلية لاتحمد عواقبها إلا رحمة ومحبة وواجب يحتّم عليها حق الجوار ،،،
وبعد أن أدخل الحوثيون البلاد في هذه الحرب الظالمة وتدخّل التحالف تلبية لواجبهم الديني لصد بغي الحوثي المستقوي بالأجنبي على أهله وإخوانه لم تكن حربهم ضد الحوثي إلا حرب أخلاقية بشهادة المراقبين الدوليين ، فقواعد الأشتباك كانت بضوابط قاسية ، والذخيرة المستخدمة كانت من الذخائر الذكية التي تصيب أهدافها بدقة عالية حتي لا يتضرر المدنيين، وهذا النوع من الذخائر باهض الثمن مقارنة بالأخرى العادية التي لا يمكن التحكم بها ويتضرر منها المدنيين ، لذلك وصف المراقبون العسكريون حرب التحالف في اليمن بالحرب الأخلاقية لا تتعامل بها تلك الدول العظمى التي تصنع هذه الأنواع من الذخائر ، وكل هذه التكاليف كانت على حساب التنمية واقتصاديات بلادهم ،،،
ولو كان الهدف من الحرب تدمير الحوثيون لكان ذلك أسهل وبأقل التكاليف والمعركة غير متكافئة، لكن حتى الحوثيون لهم قدرهم عند جيرانهم ، فهم بالرغم من شطحاتهم مواطنون يمنيون ولهم حق الجوار فعسى أن يكون منهم رجل رشيد يفهم ويعقل أن مصلحتهم في أمنهم وأمن جوارهم وليس في السلاح الذي سلم لهم ليدمرهم ،،،
وبالعكس فما يعمله الحوثيون الذين كانت حرب عبثية لا يلتزمون فيها بحرمة بشر ولا حجر ولا يوقرون وليس لأماكن العبادة عندهم قدسية ولا احترام لسكن المدنيين !!! ،،،
لو كان عندهم وازع من دين أو خلق أو كرامة لحفظوا لبلاد الحرمين جميلها واحترموا قدسيتها عند الله وعند عباده في مشارق الأرض ومغاربها ، لكن للأسف هؤلاء الحوثيون ليسوا رجال سياسة ولا يحكمون عقولهم ولا يهمهم مجتمعهم ولا مصلحة البلاد والعباد ، وكل ما يحصل من تشضّي لوحدة البلاد هم المسؤولون عنه ، وسيسجل التاريخ كل جناية جنوها على أنفسهم وشعبهم وأمتهم ،،،
اليوم هم في بلاد الحرمين وفي رعاية قادتها الذين وقفوا مع بلاد اليمن ملكية وجمهورية وفي كل الأحوال ولم ولن يبخلوا عليها في الماضي والمستقبل إن شاءالله ، نرجو أن لا تأخذهم العزة بالأثم ويتحمّلوا مسؤوليتهم ويلتفتوا لمصلحة بلادهم وأهلهم ويمدوا أيديهم لأيدي إخوانهم الممدودة ليصنعوا معهم واقع جديد ينقل البلاد للسلم والتنمية والأمان ، لتفتح البلاد صفحة بيضاء جديدة تنسيها مآسي الماضي القريب ، وهناك الكثير من الشعوب الذين دخلوا في دوامات الحروب الأهلية لكنهم خرجوا منها ينافسون من سبقهم في الأمن والتنمية والرقي والتطور لأنهم جعلوا مصلحة مجتمعاتهم الهدف ووصلوا إليه ،،،
( سالم باوزير )