الخميس , نوفمبر 21 2024

حضرموت والحضارم إلى خير

 

 

 

حضرموت والحضارم إلى خير

 

كتب | عدنان بن عفيف :

لا نبالغ إذا قلنا أن العالم المهتم بشأن اليمن برمته يتابع ويترقب مجريات الأحداث المتسارعة بالمنطقة، خصوصآ بعد تحركات الحضارم وتأكيدهم العزم على إنشاء مجلس حضرموت الوطني والإعلان عن هذه الخطوة النوعية خلال الأشهر القريبة الماضية من عاصمة القرار العربي والإسلامي بدعم صريح ورعاية كريمة ومخلصة من الجارة العزيزة الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية على مرأى ومسمع الجميع.

هذا الإعلان الذي أتى لينهي أطماع المحتلين الجدد من أدوات النزاع المفتعل في جنوب اليمن وشماله ، وتحقيقآ لرغبة حضرموت والحضارم في النأي بالبلاد والعباد عن بؤر الصراع المحتدم واللهث المكشوف بغية السيطرة على قرار وثروة ومكانة حضرموت.

وهنا يتجلّى صريحآ حاجة العالم إلى سلام شامل وعادل يسود المنطقة وتتولى حضرموت العظيمة حمل رايته النموذجية المثلى ، كونها مهيأة للقيام بدورها التاريخي ، ونظرآ لما تمتلكه من إمكانات هائلة ومكانة عميقة وشاسعة.

حضرموت التي خاض أهلها – ومازالوا – مراحل طويلة ومنعطفات خطيرة ، أثبتت خلالها رجاحة كفتها وعلو كعبها بتعاطي مسؤول في مربع الأحداث الملتهبة ، التي عانى منها الجميع ، واستفاد منها تجار الحروب ، وطاب لهم فيها اللعب على رؤوس الثعابين.

وأمام كل هذا فإنه ينبغي على الكل أن يفهم ويستوعب الدرس الحضرمي البالغ الأهمية ، والذي بعث رسائل السلم والسلام والأمن والأمان والعطاء والوفاء المؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، وبرهنت فيه حضرموت فطرتها ورسالتها الباعثة للنظام والقانون ، والعاشقة للوسطية والإعتدال على مدى الأزمنة، ويشفع لها في هذا على سبيل المثال لا الحصر إسهامها المشهود لها في نشر رسالة الإسلام السمحاء السامية .
وفي المقابل أيضاً فإنه يتوجب على الحضارمة أن ينفضوا عن حضرموت غبار السكون الملفت في بعض الظروف ، والذي يفتح شهية المتصارعين على النيل منها والسيطرة عليها بشتى الوسائل والأدوات والسبل .

وعليه يتأكد يومآ بعد يوم ضرورة أن تقول حضرموت الكلمة الفصل ، من خلال وحدة صف أهلها، وتماسكهم وتشبثهم بقضيتهم الحقوقية العادلة، اغتنامأ لفرصة الإحتضان الصادق الملموس الذي نالته من أشقائها والعالم. والذي برزت ملامحه في فتح الأبواب المغلقة ومد الأذرع القوية وتهيئة الأرضية المناسبة ، التي لن تصل بحضرموت والحضارم والجميع إلا إلى كل خير ، ونيل ما تستحقه من صون كرامتها وسيادتها وقرارها على أرضها بشراكة إستراتيجية اقليمية ودولية عادلة تعود بالنفع والفائدة على الجميع .

وكما أننا نطالب الآخرين بأهمية إستيعاب الدور الحضرمي ‘ فإن الأولى بهذا الإلتزام هم الحضارم أنفسهم ، وفي مقدمة ذلك من يعوّل عليهم الكثير ، سواء المبادرين ، أو ممن شاءت لهم الأقدار ، وسنحت لهم الفرصة ، وسمحت لهم الظروف ، أن يكونوا في طليعة القوم ومقدمة الصفوف ورأس الهرم.
ولله المراد فيما أراد.

٧ اكتوبر ٢٠٢٣م

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

الحلقة ما قبل الأخيرة

 الحلقة ما قبل الأخيرة كتب / رشاد خميس الحمد السبت 2 نوفمبر 2024 منذ الوهلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *