صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك
حضرموت هل هي من ما يسمى باليمن ؟
ولماذا ظهور الصوت الحضرمي اليوم المطالب باتحادها وانضمامها للسعودية ؟!!!
أولا يجب ان نفرق بين اليمن الاقليم واليمن الدولة ….
اما اليمن كمسمى لدولة فهذه التسمية حديثة ، وأول من اطلق على هذه البقعة المحددة جغرافياً اسم اليمن كمسمى سياسي هو الامام يحيى حميد الدين حيث سمى دولته باسم المملكة المتوكلية اليمنية في عام ١٩١٨ م
بعد ان كانت تسمى بالمخاليف .. وكانت تشمل مخاليف ( لواء ) صنعاء وتعز والحديدة وصعدة
وللعلم مناطق نجران وجازان وعسير كانت تحت حكم الادارسة وليست تابعة للمملكة المتوكلية في حينها كما يزعم البعض بذلك ،
اما في التاريخ فاختلفت الروايات ولكن الارجح يعود إلى كون البلاد تقع على جهة اليمين بالنسبة للقادم من الشام إلى مكة ، وقال آخرون لأنّها تقع على يمين الكعبة، بينما قال ابن عباس بأنّ العرب تيامنت إليها فسُمّيت اليمن، حيث تيامن إليها بنو يقطن، كما قيل بأنّها سُميت اليمن نسبةً ليمن بن قحطان، كما قال الحسن بن أحمد ابن يعقوب الهمداني اليمني بأنّها سميت يمن الخضراء نسبةً لأراضيها الخضراء والمليئة بالأشجار والمزروعات والثمار وقيل من اليُمن أي البركة وكلها هذه الصفات تنطبق على المناطق الواقعة جنوب مكة وهي أقصى الجنوب الغربي للجزيرة العربية وعرفت باسم يمنت وقيل انها منطقة صغيرة تأتي بعد حضرموت وقامت ممالك كثيره في جنوب الجزيرة العربية وكانت تتفاوت في الاتساع والتمدد وكان يطلق على ملوك سبأ فيُقال ملك سبأ وذي ريدان وحضرموت ويمنت .
وكل هذا يدل على ان حضرموت لم تكن من ضمن اليمن لا جهويا ولا تاريخيا بل هي مستقلة بذاتها وتاريخها بل هي الاقدم في هويتها .
وماسبق رد معروف على من يمارس الوصاية من اليمنيين على حضرموت تارة سياسيا وتارة تاريخيا .
واما عن سبب و لماذا ظهر الصوت الحضرمي المطالب إنضمام حضرموت للمملكة العربية السعودية ،
فعلى مر التاريخ كانت الدول التي تمر بحالات ضعف لاسباب عديدة تطلب من الدول القوية التحالف معها او ضمها وحمايتها من عدو غاشم او إنهيار إقتصادي ، وحضرموت تم ضمها عام ١٩٦٧م لما يسمى بجمهورية اليمن الديمقراطية بالقوة وبالخديعة وتم ممارسة القتل الطمس والتهجر لابنائها وتم اكمال مسيرة الظلم بحق حضرموت من قبل اليمنين الجنوبين بإدخالها في وحدة إندماجية ظالمة مع اخوانهم اليمنيين الشمالين في عام ١٩٩٠م ، وتم في هذه الوحدة الظالمة نهب ثرواتها وتهميشها وسلبها حقوقها وقوتها ، لكن بعد إنقلاب الحوثي على الشرعية عام ٢٠١٤م تغيرت موازين القوى وتزايدت الصراعات في المنطقة وعانت حضرموت منها ، واصبح خيار الاستقلال هو الخيار الانسب والمنطقي العادل ، و في ظل ظروق الضعف العسكري والسياسي الذي تعاني منه حضرموت والظلم والقهر المتعاقب عليها ظهر الصوت الحضرمي المطالب بانضمام حضرموت للمملكة العربية السعودية وان الحل الانسب هو الدخول مع المملكة في إتحاد حتى تنهض حضرموت عسكريا وسياسيا وإقتصاديا .
وهذه المطالبة من جانب الحضارم وليس كما يحاول البعض الزعم انه تحرك سعودي لضم حضرموت للمملكة .
ومثل هذا الحدث السياسي لم يكن الاول على مر التاريخ بل تكرر كثيرا .
ويرى البعض ممن لا يملكون البصير السياسية ان هذا المطلب بمثابة البيع والتنكر للهوية الحضرمية وهم على خطأ فهذا المطلب قد تم طرحه ايام السلطنات قبل ان تغدر بهم بريطانيا وهو المخرج الوحيد لحضرموت حاليا حسب الاحداث وتفاوت القوى في المنطقة ….
والقرار والخيار في النهاية بيد الحضارم فقط .
عادل بن طالب
