حضرموت تبكي حكمتها
لقد فقدت حضرموت اليوم رجلا من رجالاتها التي نادرا أن يجود الزمان بأمثالهم، فقدنا اليوم الشيخ عوض بن منيف الجابري، الاسم اللامع في حضرموت، ورجل الحكمة والتحكيم فيها..
فقدت حضرموت اليوم علما من أعلام إصلاح ذات البين، ورجل من الرجال القلائل الذين كانت حضرموت ومصلحتها وكل ما يهمها من الأولويات لديهم، بل إنه من أهدافهم التي لم يتوانون يوما أو يقصرون فيها.
بلا شك فقدنا اليوم جامعة من الحكمة وشخصية كان لها دور بارز في حلحلت الكثير من الإشكاليات المجتمعية، بل وإفشال الكثير من المشاريع التي كانت تستهدف السلم الأهلي في حضرموت.
كان الشيخ عوض بن منيف رجل من رجالات التوازن والثقل في حضرموت، وكان رحمه الله مرجعية عملت حتى وفاتها في عمل إطار حضرمي كان ولا يزال في وجهة نظري العامل البارز في تماسك ووحدة الصف الحضرمي وتغليب مصلحة حضرموت على كل المشاريع الشخصية والعبثية.
لم نرى الفقيد رحمه الله إلا في كل ما يخدم حضرموت، ولم نراه يوما إلا مدافعا صلبا عن مصالح حضرموت وأهلها.
لقد عرفته رجل كاظم غيظه ومتحامل على نفسه ويرد السيئة بالحسنة دائما، وقابل الجحود والنكران بالجميل والعطاء، فلم تثر نفسه لأجل نفسه كما يفعل الآخرون، ولم يعمل في الخفاء، ولم يأت بموالين ولا بأتباع، ولم يستعن بدواوين، ولا كتّاب، ولا صحافة، ولا منظمات، بل كان يسير رافع الرأس عالي الهمة متحصنا بحبه لبلده وأهله وصدق نواياه في كل موقف.. وكل بقعة.. وفي ذهن كل واحد منا؛ له أثر.. ذهب؛ غير أن ريحَه باق.
ومهما سُخّرت الكلمات وانقادت الحروف طائعة أو مكرهة في وصف ألم الموت وفراق الأحبة، فلن تستل إلاّ قليلاً من محتقن الوجع والألم ..
ولكن العزاء هو ما أعدّه الله للصابرين
{الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
كتب / أمين بن كده الكثيري