يريدون حضرموت …. ولا يريدون الحضارم..!
صالح السباعي
لم أجد مبرر للحملة الاعلامية التي يشنها البعض، على إسناد حقيبة رئاسة الحكومة للدكتور بن مبارك،
وكيف حاول البعض شيطنة الرجل!
رغم أن الرجل محسوب كصناعة (دنبوعية) من شبوة !
وليس في سيرته ما يثبت انتمائه لحضرموت وان كان من اسرة حضرمية معروفة !
ربما حال بن مبارك حال كثيرين يخفون انتماءهم للهوية الحضرمية رغم أنهم حضارم !
وهؤلاء في نظرهم أن الحضارم يعانون من عقدة، حيث نادرا ما تجد حضرمي يدفع بحضرمي آخر للمقدمة كما يفعل الآخرين ! غالبية من يصل يريد ان يبقى وحده ديك الحافة يصرخ للآخرين ! لذلك يرى البعض اخفاء الانتماء للحضرمة خيرا من الإجهار بها !
إضافة لما يرونه من حملات اعلامية تمارسها النخب والأحزاب اليمنية تجاه كوادر حضرموت !
هذا الامر لازال يحدث منذ تنازل حضرموت عن هويتها !
تلك التضحية لم تشفع للحضارم، بمعاملتهم كشركاء فعليين في الدولة
بل تعاملت معهم الانظمة بتوجس، كان التهميش، وعدم الثقة من نصيبهم !
حيث كان اقترابهم من قيادة الاحزاب ورئاسة الدولة امر غير مقبول !
بل هناك خط احمر يمنع توليهم حقيبة الداخلية والدفاع، وبقية القطاعات الأمنية والعسكرية !
تم حصر دورهم في الوزارات الخدمية، ومن ثم تكليف بعضهم شكليا برئاسة الحكومات، التي غالبا ما تدار من قبل اصحاب النفوذ والمدفع !
وإذا عدنا لنظام ما قبل الوحدة، سنجد جزاء سنمار كان بانتظار محافظ حضرموت الكندي ومجموعة العسكر القوميين !
بعدها عوقب السيد البيض بسبب زواجه الثانية، بينما هناك عشرات القيادات لديهم أكثر من زوجة لم يعاقب أحدهم !
قبل الاعلان عن قيام الحزب رفض معظم الاشتراكيين تولي عبدالله باذيب رئاسة الاشتراكي، رغم كفاءته كشيوعي يحظى بإجماع اممي عليه !
تم التخلص منه قبل ولادة الحزب، لإفساح الطريق لحجريه”فتاح” القائد الفعلي للجنوب أمس وحتى اليوم !
كذلك رفض الاشتراكيون استمرار زعامة البيض للاشتراكي بعد 86، قاموا عليه بأكثر من محاولة انقلابية، بزعامة صقور الحزب الجدد، نائبه سالم صالح ووزير داخليته السييلي ووزير أمن الدولة سعيد صالح سالم! الأمر الذي دفع البيض للقفز بالجميع نحو هاوية الشمال، حسب الشعار المعروف (تعشى بهم)!
العطاس تم اختياره نتيجة الخلاف بين عنتر وناصر، وافق المتصارعين علي تولّيه رئاسة الوزراء
كرئيس بلا قبيلة ولا أسنان!
وكلنا لانزال نتذكر الحملات التي شنت على رئيس الوزراء بن دغر وكيف كان الكل ضده دون إثبات ما يدينه !
بعد الوحدة سار عفاش على نفس النهج الجنوبي، وبدأ بتهميش نائبه البيض، الذي لم يشفع له أنه سلّم دولة دون شروط!
أثناء انعقاد مؤتمر المؤتمر في عدن 2006 أصر صقور المؤتمر على تنحية باجمال من رئاسة الحكومة، لولا ان عفاش تمسك به وفرضه فرضا، كأمين عام للمؤتمر !
في انتخابات 2006 كان بن شملان قريبا من الفوز في السباق الرئاسي، لولا رسالة رئيس الإصلاح السلبية تجاه بن شملان، يومها قال الشيخ الاحمر مقولته الشهيرة:
“جني تعرفه افضل من انسي ما تعرفه !” دعما لعفاش !
وبعد وفاة الشيخ عبدالله رفض الإصلاحيين تقبّل مقترح سري بترشيح الدكتور بافضل لرئاسة الإصلاح، فضّلوا عليه اليدومي ! تحت شعار أن رئاسة الإصلاح يجب أن لا تخرج من الشمالين !
وبعد مرور نصف قرن من الشراكة الحضرمية اليمنية الفاشلة، لايزال الفيتو اليمني تجاه كوادر حضرموت لم يتغير !ولا أعتقد أنه سيأتي يوما توافق فيه النخب اليمنية على صعود حضرمي لقمة هرم الحزب أو الدولة!
هذا السلوك النخبوي هو دليل على فشل الشراكة الحضرمية اليمنية،
هذا الوضع تغاضت عنه نخب حضرموت الامس !
وعلى نخب اليوم عدم قبوله، ولابد من البحث عن مسارات جديدة تضمن حق الحضارم في الثروة والسلطة، اذا اردوا لهذه الشراكة أن تستمر!
لكن ذلك لن يحدث في ظل تشرذم قيادات حضرموت، ودون قائد يقودها، كما يقود الزعيم الكردي البرزاني علاقة كردستان مع بغداد !
.