الإستهتار يبلغ مداه يا كهرباء
كتب/سعود الشنيني
في 25 أبريل 2024
من منّا لا يذكر تلك الحادثة المؤسفة التي أودت بحياة طفل في حوالي العاشرة من عمره قبل عدة سنوات الذي توفي بصعق كهربائي في غرفة صغيرة على أحد جانبي خور المكلا بداخلها محول كهربائي كان حينها باب الغرفة مخلوعاً من مكانه بسبب الإهمال واللامبالاة ، دخل الطفل الغرفة بعد اغتساله في الخور ليواري جسده حياءً عن أنظار الناس ليستبدل ملابسه المبللة بالماء دون دراية وفهم بالخطر القابع في ذلك المحول الكهربائي فتوفي رحمه الله في نفس اللحظة مخلفاً وراءه فاجعة وحزناً عميقاً في قلوب أبويه لا يستطيع أياً منا أن يصفها ولاشك أن قلوبهم لازالت مكلومة على فقد صغيرهم إلى اللحظة عسى الله أن يربط على قلوبهم إنه لطيف بالعباد .
تلك الحادثة المؤلمة يجب أن يأخذ منها أصحاب الكهرباء العبرة الكافية لعدم تكرارها بنفس الطريقة اللامسئولة والغبية.. وهو من صميم عملهم وإذا تكرر إهمالهم وعدم مبالاتهم قد تجي وحدة ولا تلقى قبول .
لأن مالتقطته كاميرا تلفوني يشعرنا بنفس الخطر القاتل وأن أصحاب الكهرباء لم يتعظوا من تلك الحادثة ولم تتحرك ضمائرهم لإيقاف خطر مماثل قد يتكرر في إحدى الغرف المخصصة لمحولات الكهرباء ومنها في منطقة خلف (روينة1) التي تآكلت أبوابها الحديدية من الصدأ لقربها من البحر بحوالي 120متراً وظلت معلقة على جانبيها لسنوات مضت وقد أخبرني حينها أحد الساكنين في المكان أنهم قد أبلغوا أصحاب الكهرباء عدة مرات ونزلوا إلى المكان ورأوا الغرفة مفتوحة وأبوابها الحديدية متناثرة أمامها وذهبوا بسيارتهم على أن يعودوا لمعالجة الوضع .. ولكن لم يظهر لهم أي أثر في بعدها بعدها .
اليوم لم يعد في الغرفة أي أثر لأبواب وبقيت الغرفة مفتوحة وبداخلها محولات كهربائية تظهر وايراتها المكشوفة واضحة في الصور المرفقة .
ما أكثر الأطفال المارين قربها بملابسهم المبللة بالماء بعد اللعب والأغتسال على شاطئ البحر ومن ثم مرورهم بجانب تلك الغرفة المفتوحة عند طلوعهم من البحر ..ربنا يحفظهم ويحفظ الجميع .
ماذا يسمّى هذا يا أصحاب الكهرباء أليس هو الإهمال بعينه والإستهتار بحياة الناس وخاصة الأطفال الذين يجهلون خطر الكهرباء .. فهل نرى تحرك وتفاعل سريع مع الموضوع قبل أن تقع الفأس في الرأس أو أن الأمر في نظركم لا يستحق العناء .
أتمنى تدارك الأمر قبل الندم.
اللهم إني بلغت .. اللهم فاشهد