ماذا جنت حضرموت من نصر الرابع والعشرين من أبريل ؟
في الغالب وفي جميع دول العالم تعتبر الثورة وسيلة من أجل تحقيق غاية أسمى وهي تحرير الأرض والإنسان من براثين الاحتلال الغاشم ولكل ثورة اهداف عدة تسعى لتحقيقها وغالباً ما تكون تلك الأهداف حرية وكرامة وعدالة اجتماعية وتنمية وغيرها من الأهداف المرسومة والمتفق عليها مسبقاً. والمتعارف عليه دائما أن الثورة في حد ذاتها وسيلة وليس غاية تجني ثمارها الشعوب فيما بعد.
إلا عندنا في حضرموت فما حصل عكس ذلك تماماً..!!
ففي الرابع والعشرين من شهر أبريل من العام 2016م تحركت جحافل قوات النخبة الحضرمية ومن خلفها الآلاف من أبناء قبائل حضرموت لتحرير ساحل حضرموت من قبضة تنظيم القاعدة الإرهابي فكان لهم ما أرادوا ففي ساعات قلائل استطاعت قوات النخبة الحضرمية من تحرير الساحل ودحر فلولا القاعدة وفرض السيطرة على ساحل وهضبة حضرموت بقوات حضرمية خالصة ويومها استبشر أبناء حضرموت خيراً بذلك النصر الكبير فكانت فرحة أبناء حضرموت وسعادتهم لا توصف بذلك النصر وهم يشاهدون إخوانهم وأبنائهم يحملون السلاح ويقدمون الصفوف للدفاع عن أرضهم بعد حرمان دام لأكثر من نصف قرن من الزمان حتى أن البعض وانا منهم طالب بأن يكون يوم ال24 من أبريل يوم وطني لحضرموت وكانت الأماني والطموحات كبيرة فقد كان الجميع يمنون النفس بأن تتوحد القيادات العسكرية والسياسية الحضرمية ويتفرغون لإعادة بناء حضرموت من جديد وان تتولى زمام الأمور الكوادر والكفاءات المؤهلة والمتسلحة بالعلم والمعرفة عملية التخطيط الاستراتيجي لإعادة البناء بعد أن عانت حضرموت لسنوات طويلة من الحرمان والتهميش والاقصاء خصوصاً وأن حضرموت تمتلك مخزون بشري كبير من تلك الكفاءات ولهم تجارب كثيرة ناجحة في دول الخليج وشرق آسيا.
واليوم وبعد مرور ثمان سنوات من ذلك اليوم الذي يمكن وصفه باليوم التاريخي يتساءل الكثير من أبناء حضرموت هل تحقق شيء مما كنا نطمح إليه ؟!.
في اعتقادي الشخصي أن المكسب الوحيد الذي حصلت عليه حضرموت من ذلك اليوم هو قوات النخبة الحضرمية ونجاحها في فرض الأمن والإستقرار وبنسبة كبيرة أما المكاسب الأخرى التي كنا نتمناها السياسية والاقتصادية والتنموية والعادلة الاجتماعية من النصر الكبير الذي حققته قوات النخبة الحضرمية في الرابع والعشرين من أبريل 2016م ففي الجانب السياسي إلى يومنا هذا لم ننتزع قرارنا السياسي لازالت النخب السياسية الحضرمية الهزلية تنتظر ما ستسفر عنه حرب إعادة الشرعية لكي تقرر أن تكون تابعة لصنعاء أو تابعة لعدن .
وفي الجانب الاقتصادي حدّث ولا حرج وخير دليل الحياة المعيشية الصعبة وغلاء الأسعار .
وفي جانب التنمية تعيش حضرموت أوضاع صعبة في الخدمات الصحية والتعليمية والكهرباء والطرقات والصرف الصحي وغيرها من الخدمات ولم تتحقق العدالة الاجتماعية والفساد مستشري في مرافق الدولة وتتم التعيينات وفق صلة القرابة والمحسوبية.
فماذا جنت حضرموت من النصر الذي تحقق في الرابع والعشرين من أبريل؟ أقولها وبكل أسف أن من تولوا قيادة حضرموت بعد الرابع والعشرين من أبريل 2016م جعلوا من نصر أبريل غاية وليس وسيلة لتحقيق غاية أكبر فلا زالوا يتغنون بما تحقق في ذلك اليوم في كل مناسبة متناسين أن السواد الأعظم من أبناء حضرموت ينتظرون نتائج ذلك الانتصار وفي مقدمتها استعادة حقوق حضرموت السياسية والاقتصادية والتنموية والاجتماعية وليس التغني والمهرجانات والخطابات الرنانة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
فلم يتبقّ لنا من انتصار يوم الرابع والعشرين من شهر أبريل 2016م إلا الإنجاز الوحيد والمتمثل في قوات النخبة الحضرمية وعلينا معشر الحضارم الحفاظ عليها ودعمها وإصلاح بعض الاختلالات ومعالجة أوضاع بعض العسكريين الذين تم إبعادهم.
محمد محفوظ صالح بن سميدع