صحيفة صوت حضرموت صوت حضرموت الغائب والمغيب عنك
أوجعتنا يا ( بو علي ) ..
والله حقاً أوجعتنا .. وآلمنا رحيلُك المفاجئ المبكّر .. فرحيلك ليس مثلك أبدا .. هو لا يشبهكّ أبدا .. وأنّى له أن يشبهك .. هو كأنه لا ينتمي إليك .. وكأنه لا ينبغي لمثلك أن يكون له رحيل .. فأنت باعث البهجة فيمن حولك .. وراسم الابتسامة في وجه من يلقاك .. وموقد الأمل في كل من يجالسك .. بينما رحيلك أطفئ في قلوبنا مصابيحَها .. ونصبت به الأحزانُ في أرواحنا خيامَها .. وأسال دمعَ القلبِ والعين منّا ..
آهٍ ( بو علي ) .. ثمّ آهٍ .. ثمّ آآآه .. أتدري وأنا أتلعثم في كتابة تعزيتي فيك .. وأحدّق في صورتك أمامي .. وبرغم كل الحزن المخيم في وجداني .. والدمع المختلط بمدادي .. إلاّ أني ودون قصدٍ أبتسم .. نعم يا ( بو علي ) تنسلّ مني ابتسامة .. لأني لم أكن إلاّ كذلك دوماً حينما ألقاك .. لأني لم أتعود منك إلاّ وجهاً بشوشاً مبتسم .. وروحاً مفعمة بحب الآخرين .. تشحنُ من حولها بطاقة إيجابية عجيبة .. كنت المعلّم المربي والتربوي القيادي .. كنت الملهم لطلابك وطالباتك .. وتركت بتوفيق الله لك في كل من تعامل معك بصمةً وأثراً جميلا ..
فارقد بسلامٍ أخي الحبيب .. أرقد مطمئناً أن ما خلفته فينا وفي مجتمعك سيبقى على الدوام الذكرى العطرة التي تبقيك دوماً حيّاً بيننا .. وأمّا نحن فلا نقول إلاّ ما يرضي ربنا .. إنّا للهِ وإنّا إليهِ راجعون .. والحمدلله على ما أخذ وما أعطى .. وعزاؤنا أنّك صرت إلى من هو بك راحم .. صرت إلى اللطيف الودود الغفور الرحمن الرحيم البرّ الكريم .. فأسأله بعظمته وجلال قدرته أن يتقبلك عنده في الصالحين .. ويرفع درجتك في عليين .. مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين .. وحسن أولئك رفيقا .. وأن يسبغ عليك من عفوه ومغفرته ورحمته ورضوانه .. ويسكنك العالي من فردوس جنانه ..
أخي الحبيب .. إستودعتك الله الذي لا تضيع ودائعه .. وعظم الله أجر الجميع في هذا المصاب .. وإنّا للهِ وإنّا إليهِ راجعون .
د. عادل محمد علي باحميد
