الأربعاء , أكتوبر 30 2024

حضرموت … يستمر الحراك

 

 

حضرموت … يستمر الحراك

على الرغم من تنوع المكونات السياسية في الجغرافيا اليمنية بشكل عام ، وحضرموت بشكل خاص، إلا انه بين الفينة والأخرى يخرج الشارع في حراك سياسي وحقوقي عفوي ، وتظهر قيادات جديدة ومكونات لتعبّر عن تلك المطالب ،فلماذا ياترى فشلت المكونات السياسية في حضرموت في التعبير وتبنّي قضايا للمواطن الحضرمي؟، وكيف فقد الشارع ثقته في تلك المكونات..؟

حضرموت بطبعها هي السهل الممتنع، التي اشتهر أهلها بالعقل والواقعية بعيد عن الشطحات والمزايدة، وهذا أعطى صورة مغلوطة للآخر الجاهل بخصوصية حضرموت، حيث اعتبر البعض تلك الرزانة والواقعية ضعفاً ، وبالتالي تجاهل خطورة ما يحدث، ورأي الشعب الحضرمي التوّاق الى التغيير ، والذي يرى لنفسه الحق بالعيش الكريم، الحضرمي بطبعه لا يمكن استغفاله، والشارع يريد التغيير ويتحمس للجديد المقبل وينفر  من القديم المدبر الذي أثبت فشله ..

مشكلة المكونات في الساحة الحضرمية أنها تعتقد ان النضال عمل موسمي ، يكفي القيام به لمرة واحدة ، وبعدها يحق لهم الانضمام للسلطة، والتحول لحكام .! وتبتعد عن الشارع ومشاكله ، وتراهن على رضى الخارج الداعم ، وتنسى ان القوة تنبع من الميدان ، نسوا ان كل الذي هم فيه كان بسبب حراك شعبي صادق ، ومشاكل يعاني منها المواطن ، فأول ما يصل  المسئول الحضرمي الى أي دولة مجاورة ، ينسى ان في حضرموت شعب يعاني .! ويركز على مشروعه الخاص ، ويعزل نفسه الى ان يصبح غريب عن آلام الانسان البسيط، اما المواطن الذي يعاني الأمرّين من فقر وحر وتضيّق عليه في أبسط حقوقه إن نسي تذكره المعاناة.. وهكذا يظهر حراك وقيادة جديدة ..

وتتحول القيادة القديمة الى سلطة حاكمة ، تخشى ظهور الجديد ، وتكون أول من يتهمه بالخيانة ، ويقف ضده ويكيل له سيل من التهم والحجج ، أشهرها طبعا “شق الصف الحضرمي ” ، كل هذا لا لشيء ، الا خوفاً من منافسة مكون آخر قد يسحب البساط من تحت الذين يخشون اي حراك وطني حقيقي ، ويحاولون احتوائه ، ولكن لن يكون احتواء الجديد الا بطرق غير شريفة ، لتبقى تلك المكونات الكرتونية التي أخذت وقتها وآن وقت أرشفتها ..

مع الاسف الشديد مكوناتنا الوطنية التي صعدت على ظهور البسطاء من أبناء حضرموت ، تحولت الى أحد أسباب معاناة الشعب، وساهمت في جزء كبير من مشاكلنا، لأنهم ارتضوا  ان يكونوا إبرة مخدرة في وقت حاسم ، أصبحت فيه اليمن على أعتاب حل سياسي شامل .. حضرموت تعاني من الانتهازية والشللية وغياب الوعي السياسي الحقيقي والطموح الوطني ، الذي يقول ان القوة الحقيقة في الشارع وليس في الغرف المغلقة…

طيَّب  الله أوقاتكم ..

*حسين باراس*

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

حضرموت يقودها صقور التنمية والحكمة ولن تقبل الفوضى والغوغائية والانتهازية بعون الله

      حضرموت يقودها صقور التنمية والحكمة ولن تقبل الفوضى والغوغائية والانتهازية بعون الله …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *