توحيد الصف المزعوم
لا شك في ان توحيد الصف والكلمة امر مطلوب بل أساسي في كل الأمور لما له من نتائج سوف نتطرق لها لاحقاً و الجميع لاحظ مؤخراً مطالبات البعض بتوحيد الصف وتوحيد الاعلام ولاقى تأييد كبير و هذا رد فعل طبيعي ولكنه عاطفي اكثر من كونه عقلاني وبعيداً عن الشخوص المتبنية للدعوة و أهدافهم وغيرها من الأمور علينا تسليط الضوء على مصطلح توحيد الصف والكلمة في ظل التخبط الحاصل و لكي لا نكون ضحية العواطف ولكي لا نكون حصان طروادة لأصحاب المصالح والاجندات.
عبارة ” توحيد الصف ” غالبًا ما تستخدم في سياق سياسي واجتماعي وتشير إلى دعوات أو محاولات لجمع شمل مجموعة من الأشخاص أو فئات اجتماعية أو سياسية تحت راية واحدة أو هدف مشترك ومع ذلك هذا التوحيد غالبًا ما يعتبر مزعومًا أو شكليًا لأسباب عديدة منها :
اختلاف الأيديولوجيات:
قد يكون هناك اختلافات عميقة في المعتقدات والأفكار بين الأفراد أو الجماعات المراد توحيدها مما يجعل التوحيد الحقيقي صعبًا
المصالح المتضاربة:
قد تتضارب مصالح الأطراف المختلفة، مما يجعل التعاون والعمل المشترك صعبًا
الاختلافات التاريخية:
قد يكون هناك تاريخ من الصراع والعداء بين الأطراف مما يجعل الثقة المتبادلة والتعاون أمراً صعباً
الدوافع السياسية و المادية:
قد يكون الهدف من الدعوة إلى التوحيد هو تحقيق مكاسب سياسية و مادية ضيقة بدلاً من تحقيق مصلحة عامة
الآثار المترتبة على توحيد الصف المزعوم
عدم الاستقرار:
قد يؤدي التوحيد الشكلي إلى زيادة التوتر والصراع الداخلي، مما يهدد استقرار المجموعة
ضعف القرار:
قد يصعب اتخاذ قرارات حاسمة بسبب التباينات في الرأي والمصالح
فقدان الهوية:
قد يؤدي التوحيد إلى فقدان الهوية والخصوصية لكل طرف من الأطراف المشاركة
أمثلة عامة على توحيد الصف المزعوم
السياسة:
قد يتم الدعوة إلى توحيد الأحزاب السياسية المختلفة لتحقيق هدف معين، ولكن هذا التوحيد قد يكون شكليًا إذا كانت هناك اختلافات عميقة في البرامج السياسية
المجتمع المدني:
قد يتم تشكيل تحالفات بين منظمات المجتمع المدني المختلفة، ولكن هذه التحالفات قد تكون هشة إذا كانت هناك اختلافات في الأهداف والرؤى
الخلاصة
عبارة “توحيد الصف المزعوم” تشير إلى محاولات لتوحيد أطراف مختلفة، ولكن هذا التوحيد غالبًا ما يكون شكليًا وغير مستدام بسبب وجود اختلافات عميقة في المعتقدات والمصالح
لذلك علينا توحيد الصف والكلمة بناء على المبادئ والقيم والأهداف مع الالتزام بها دون اخلال وأن لا يكون مبني على مجرد دعوات عامة لا تتجاوز أهدافها مجرد دعم اشخاص او كيانات لغرض الشهرة وحب الظهور
حفظ الله حضرموت وشعبها
م. محمد مبارك الحضرمي