حضرموت داء ودواء
(الكل يريد القدي)
نعم ثمة مشكلة اسمها حضرموت نعم هناك قضية اسمها حضرموت وهي قضية وطن ومواطن قضية هوية وحقوق لن نطيل ونغرق في تفاصيلها كثيرا فهي بيّنة واضحة كالشمس في رابعة النهار.
وان عرجنا عليها قليلا وقلنا باختصار هي لقمة عيش كريمة يطلبها هذا المواطن المطحون وضمان لحقه في التعليم والصحة والخدمات له و لأولاده وأن يتمتع ويستفيد بما أودعه الله في أرضه وبحاره من ثروات وخيرات والاهم الاعظم من ذلك الحفاظ على هويته وعاداته وتقاليده وِقيَمه وأخلاقه التي ورثها عن ابائه وأجداده واسلافه كابر عن كابر.
من المسؤول عن هذه المتاعب كلها وغياب الحقوق اي ما اسباب هذا الوهن و هذ المرض العضال ؟ لأن تشخيصه تشخيصا دقيا ومعرفة أسبابه اول مراحل وطرق الشفاء بإذن الله تعالى لأن من سننه جل شأنه ان ربط الاسباب بالمسببات.
مشكلة حضرموت الأخلاقية والسياسية والاقتصادية والحقوقية لم تكن كما يعتقد البعض ويصورها ويروج لها ليلا ونهارا أنها تكمن في التحالف العربي أو في الشقيقة السعودية والإمارات او في الحكومة اليمنية بشقيها حوثية وشرعية رأس حربتها غالبا ما يكون محافظ المحافظة .
لا نعتقد ونظن ذلك فإن قلناه فإننا سطحنا الأمور وكنا كالنعامة التي تدس رأسها في التراب .
اعجبني قول بريء وكلمات مختصرة باللهجة الحضرمية الدارجة اطلقها أحد الظرفاء مشخصا فيها مشكلة حضرموت أرضا وانسانا وهو قوله كل واحد يريد القدي.
اتعرف معنى هذا القول؟
العرف عندنا دائما في حضرموت هو هكذا و هو المتعارف عليه أن من يركب القدي اي المقعد الاول في السيارة هو الانسان المقدّم في قومه اي صاحب وجاهة اما لكبر سنة اولمكانته وعلمه و تقواه وورعه وزهده ومنصبه وغيرها من المعايير التي مستندها عند الحضارمة التوقير والاحترام.
طيب قدي سيارة حضرموت لا يصلح ولا يتسع الا لواحد المفترض أن يكون متصف بهذه الصفات أو بعضها على الأقل لا صعلوك من الصعاليك.
فحين يريد كل واحد القدي يعني هنا يكمن الصراع والقتال وربما انقلبت المركبة بمن فيها أو تعثر سيرها على الأقل .
اليوم كم في حضرموت من التشكيلات والمسميات القبلية والحزبية أو حتى ما يطلق عليه مؤسسات المجتمع المدني لا أعتقد أن أحد فاقنا نحن الحضارم في هذا الامر فقد حققنا الرقم القياسي فيه هل هي ظاهر صحية نعم قد تكون ولكن متى ؟ تكون ظاهرة صحية في في مجتمع ديمقراطي حضاري راقي يؤمن بالتداول السلمي للسلطة واحترام الرأي والرأي الآخر وهذا حتى هذه اللحظة مفقود .
دعوني اقولها مدوية وبخاصة للمواطن الحضرمي صاحب الحق وبكل شفافية ووضوح ومن وجهة نظري الخاصة طبعا يا أخي لا تنتظر الحل لمشاكلك الخاصة والعامة ممن يصارع على القدي حتى وإن لم يكن اهلا له، لا ترتقب شيء من هولاء القوم لأن مشكلتة غير مشكلته هو يريد قدي ووجاهة ويريد مال ومنصب ويجعل من معاناتك سلاح في معتركه وعراكه وخصامه اللّا أخلاقي مع خصومة المتنافسين كذا هم يفكرون أصحاب القدي بهذا التفكير.
وهو أنه يريد القدي لوحده أو حتى نصفه أو ربعه أو سدسه أو حتى موطن قدم فيه ولو شبر المهم في القدي.
وبهذا تعثر السير وزادت المتاعب فيا ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا .
الشيخ أنس بن علي باحنّان