الخميس , نوفمبر 21 2024

هبّة حلف حضرموت بين الحماس لها والحذر منها


هبّة حلف حضرموت بين الحماس لها والحذر منها

لايلام الشعب الحضرمي على مؤازرة أي حراك ينادي بحقوق حضرموت،  ودعوة حلف قبائل حضروت ومؤازرتها كانت هي أحدث هبة في حراك مجتمها بعد أن تضرر المجتمع سياسيا وأقتصاديا وحقوقيا وامنيا حتى ( بلغ السيل الزبى ) كما تقول العرب ، لذلك ليس من العدل لوم يائس حرم من حقوقه ونهبت ثرواته ونكل به على ارضه في كل مجالات حياته !!!.

لكن حراك المجتمع الحضرمي بحمل السلاح والصدام مع السلطة ستكون ضريبته غالية جدا على حضرموت ، ولا أعني رد فعل الطرف الذي يحاولون أنتزاع حقوقهم منه فمهما قدموا من تضحيات في سبيل أنتزاع حقوقهم وعزتهم وكرامتهم هي رخيصة في سبيل ذلك ، لكن قصدي سيتضح من الأجابةعلى التساؤلات التالية :

1- هل هذا الخيار هو الخيار الوحيد المتاح للحضارم ولا يوجد بديل عنه ، وهل هي الطريقة المثلى لضمان انتزاع الحقوق  ؟

2- وهل سيحافظ الحضارم على المكسب الأهم لأي شعب ومجتمع بعد نجاحهم في تحقيق أهداف هبتهم المعلنة ، وأقصد مدنية المجتمع وسلمه الأجتماعي ؟

3- وهل أهداف هذه الهبة التي دعت لها قيادة حلف قبائل حضرموت تلبي طموحات الحضارم وتخدم قضيتهم ؟

4- وهل هذا الحراك تنفيذاً لأستراتيجية مدروسة متفق عليها مع معظم فئات المجتمع وقياداتة القبلية والمدنية ، ويجري تنفبذها وفق خطط يشارك فيها الجميع ولكلاً منهم دوره الذي يؤديه حتى نطمئن أنه نضال مجتمع حضرموت الموحد الصف ؟

سأكتفي بهذه التساؤلات لأجيب عنها بوجهة نظري الخاصة :

1- بالتأكيد هذا ليس الخيار المثالي ، لأنها مغامرة قد تدخل الحضارم دائرة العنف ، فالمجتمع الحضرمي مدني ومسالم ولم يتعود على هذا الأسلوب في حياته وتاريخه المدني ، لذلك سيكون من حمل السلاح أقلية تقود المجتمع في مغامرة غير محسوبة العواقب والأكثرية هم الضحية التي تجني نتائجها !!!.
هذا الخيار لاشك أنه مدفوع بعاطفة وحماس متهور ، لذلك هو آخر خيار يلجأ له المجتمع لو كان يُقاد بعقلاء يدركون عواقب الأمور ويفكرون بمصالحة المجتمع الحضرمي ، وهناك قاعدة شرعية لايعتمدها المغامرون الذين تقودهم عواطفهم تقول( درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ) ، ولاشك أن المغامرة بأمن وسلم المجتمع الحضرمي لن تخلوا من المفسدة وألحاقه ببالغ الضرر ، لأنها ستتسبب في أراقة الدماء البريئة وتشجع أطراف معادية للتدخل ، ولن يُعدم العقلاء الحيلة والوسائل الأضمن والأسلم والأفضل في أثبات حقوق حضرموت وفرضها على المجتمع المحلي والأقليمي والدولي لو وقف معهم من يقف الآن بسلحه تحت الشمس والقمر  ،،،

2- وواهم من يظن أن المجتمع الحضرمي سيحافظ على خصائصه ومدنيته بعد أنتهاء هذه الأزمة ، سواء تحققت المطالب أو لم تتحقق ، فعندما تسقط هيبة الدولة وتحمل كل فئة السلاح يفقد المجتمع أمنه وسلمه الأجتماعي وتتعطل التنمية ، فهل خرج من خرج لهذا الهدف ؟!!!.

3- الأهداف المعلنة لهذه الهبة لا ترقى لحجم وخطورة المغامرة التي قام بها حلف قبائل حضرموت ، أنها  أهداف جداً متواضعة وأكاد أجزم أنها غير مدروسة وربما كانت كردٌ فعل شخصي تم توظيفه بأسم حضرموت !!!.
فلو تم أعتماد مصفوفات المطالب التي صاغها الحضارم منذ سنوات ولم يتحقق منها شيء ، أو على الأقل لو أرتفع الصوت بمخرجات الجامع التي صدرت تحت قيادة من يقود الحلف اليوم لربما قلنا أنه حراك شعبي مؤيد من كل فئات المجتمع الحضرمي المظلوم !!!.

4- المشهد في اليمن ومنها حضرموت في غاية التعقيد ، ولن يُحل بهبٌة ولا قبٌة لم يدرك أصحابها أن هذه السلطة التي رفعوا عليها السلاح هي في الواقع لا تملك لنفسها شيء فضلا عن أن تعطيهم ما تمنوا ، وكما يقول المثل الحضرمي ( في الشبك أكبر من الضبع ) ، وحتي دول الأقليم تعاني من هذه الأزمة التي ارهقتها وأخرت خطط التنمية فيها ، فهي تحاول التخفف من الضرر الواقع عليها ، فملف البلاد تتحكم به قوى دولية لاتهمها إلا مصالحها ،  لذلك لن يجني من تحمس وحمل السلاح يريد أنتزاع الحقوق بالقوة إلا زيادة في معاناة أهلهم والأختلال في الأمن وتعطيل للتنمية !!!.
ثم أن حراك مثل هذا يحتاج لوحدة في الصف وقيادة تعتمد أستراتيجية بمنهجية علمية مدروسة يوظف حراك المجتمع وفق المصلحة الأكيدة ، ولن يُلجأ لهذا الأسلوب إلا أضطرارا بعد نفاذ الخيارات المتاحة ، وسيكون وفق خطة وأستراتيجية يراعى فيها اللوجستية وتوزيع الأدوار على كل فئات المجتمع ،،،
وقبل ذلك لابد من وجود ظهير تأمٌنه القيادة لضمان الدعم السياسي ، وتحالفات مع قوى أقليمية وفق مبادئ المصالح المتبادلة تتيح لهم مؤازرة لقضيتهم وتعريف وغطاء دبلماسي يقدمهم للهيأت والمنظمات والقوى الدولية ،،،
هبة الحلف اليوم تكاد تكون أرتجالية ، وظفت معاناة الناس وألتف حولها متحمسون بدافع العاطفة ، وليست نتاج أستراتيجية يدعمها كل المجتمع ومكوناته ، ولذلك نلاحظ أن بعض من تحمس معها لايتفق مع بعض أهدافها لذلك هي تحمل في رحمها علة قد تتفجر عند نهايتها ، وحتي الجانب اللوجستي لتلبية حاجات المشاركين الضرورية لضمان أستمراريتها فيه قصور واضح يدل على ارتجالية التخطيط ، وجانب توفير التغذية للمشاركين أبسط مثال !!!.

لا أتمنى لرجال حضرموت الفشل ، لكني والحال كما ذكرت أخشى :
■ أن تنحرف هذه الهبة عن مسارها الذي تتوقعه قيادتها وتراق فيها الدماء ويحدث ما لا يحمد عقباه وتزيد معاناة الناس .
■ أو يتم أحتواءها كما تم أحتواء الهبة الأولى وبنفس قيادة هذه الهبة ، والتي كان من المفترض أن لا يكون الحضارم بعدها في هذا البؤس الذي هم فيه الآن .

ونصيحتي لقيادات الحلف وأنصارهم التواصل مع من لم يؤيدهم من المخلصين لهويتهم وقضتهم الحضرمية من العقلاء بعيدي النظر الذين عركتهم تجارب الحياة وضحوا في سبيل حضرموت والتشاور معهم ، للخروج من هذا المأزق بأقل الخسائر لحضرموت وقضيتها ، والأنضواء تحت راية مجلس حضرموت الوطني ، المؤهل والمهيأ لقيادة قضية حضرموت وفق أستراتيجية مدروسة ، وتستطيع التعامل بمفاتيح الأقناع بالقضية الحضرمية سلمياً محليا وأقليميا ودوليا .

وحتي الجامع الذي نعتبره أهم مكسب لحضرموت في تاريخها الحديث كان قد أخذ فرصته لتحمل مسؤولية حضرموت ، لكن للأسف لم يُمكن لأسباب كامنة فيه وأخرى خارجية عن أرادته وأضاع الفرصة التي أتيحت له ، ولكنه لايزال محل تقدير معظم الحضارم بمخرجاته التي يتمنى الجميع تحققها ، لذلك نتمنى أن يتعاون مع مجلس حضرموت الوطني على أساس التكامل وليس التنافس لمصلحة حضرموت وقضيتها  ،،،

       ( سالم باوزير )

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

الحلقة ما قبل الأخيرة

 الحلقة ما قبل الأخيرة كتب / رشاد خميس الحمد السبت 2 نوفمبر 2024 منذ الوهلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *