الخميس , نوفمبر 21 2024

مجلس حضرموت الوطني بين جهود التأسيس وتعقيدات المشهد

 

 

 

مجلس حضرموت الوطني بين جهود التأسيس وتعقيدات المشهد

مقدمة:
يشكّل مجلس حضرموت الوطني أحد أبرز التطورات السياسية في الازمة اليمنية ، حيث يمثل محاولة لتوحيد الصفوف الحضرمية وتنظيمها في كيان سياسي واحد و برؤية واحدة ، ومع ذلك تواجه هذه التجربة العديد من التحديات والتعقيدات التي تعكس عمق الصراع السياسي في اليمن وتنوع المصالح الإقليمية والدولية المتداخلة في هذا الملف.

جهود التأسيس:
المشاورات والتوحيد: انطلقت جهود تأسيس المجلس بعد سلسلة من المشاورات و اللقاءات التي جمعت مختلف القوى السياسية والشخصيات الاجتماعية الحضرمية و هدفت هذه المشاورات إلى بلورة رؤية موحدة حول مستقبل حضرموت ومكانتها في المشهد اليمني.

الدعم الإقليمي: تلقت هذه الجهود دعماً إقليمياً لاسيما من المملكة العربية السعودية التي استضافت العديد من هذه المشاورات و وفرت الدعم اللوجستي و المالي اللازم اسوة بالجهود و الاطراف التي تم دعمها سابقاً.

الوثائق التأسيسية: تمخضت هذه المشاورات عن وثائق تأسيسية حددت أهداف المجلس ومبادئه الأساسية، والتي تركز على تحقيق التنمية الشاملة وحماية المصالح الحضرمية.

تعقيدات المشهد
التنوع السياسي: يعاني المشهد السياسي في حضرموت من تنوع كبير في التيارات والأيديولوجيات المتفاوتة على كافة الاصعدة، مما يجعل عملية التوحيد والتوافق أمراً صعباً على الرغم من امكانية ذلك.

الصراع على السلطة: يشكل الصراع على السلطة والموارد أحد أهم أسباب التوتر والانقسام في حضرموت، و يغذي ذلك مختلف القوى السياسية حيث تسعى إلى الحصول على حصة أكبر من النفوذ.

المخاوف الانفصالية: تثير فكرة تأسيس مجلس حضرموت الوطني مخاوف لدى البعض بشأن احتمال انفصال حضرموت عن بقية اليمن، وهو ما يزيد من حدة التوتر وذلك بمحاولات قطع الطريق على المجلس تارة باختلاق المشاكل و تشتيت الجهود و تارة بخلط الاوراق في الجغرافية الحضرمية .

التحديات المستقبلية
التمثيل العادل : يواجه المجلس تحدي في تحقيق التمثيل العادل لكافة مكونات المجتمع الحضرمي، و ضمان مشاركة جميع الأطراف في صنع القرار مما سوف يتيح الفرصة تلو الاخرى للمتربصين .

معالجة اخطاء التأسيس: طبيعة اي عمل ان تشوبه بعض الاخطاء سواء كان مقصودة او غير مقصودة
و مما لا شك فيه ان هناك بعض التجاوزات التي تمت اثناء التأسيس الا انه يمكن تصحيحها باتخاذ الاجراءات اللازمة لضمان الاستمرار على خطى ثابتة مبنية على الشفافية .

التكيف مع المتغيرات : مجلس حضرموت الوطني بصفته كيانًا يمثل تطلعات شعب حضرموت سوف يواجه تحديات خاصة على الارض و تتطلب منه القدرة على التكيف معها و التعامل بمهنية و احترافية بما لا يتعارض مع المبادئ و القيم التي تم الاعلان عنها من قِبل الهيئة التأسيسية.

التمويل: يحتاج المجلس إلى مصادر تمويل مستدامة لتنفيذ برامجه ومشاريعه، وهو ما قد يشكل تحدياً كبيراً في ظل الأزمة الاقتصادية خصوصاً في البداية عند الانطلاق إلا أنها سوف تتلاشى مع الوقت لما تتمع به حضرموت من خصوصيات.

الأمن: يتطلب تحقيق الاستقرار في حضرموت بذل جهود كبيرة في مجال الأمن، ومكافحة التطرف والعنف و تهيئة حضرموت لمرحلة البناء و الازدهار على كافة الاصعدة.

العلاقة مع اطراف الصراع : تحتاج العلاقة بين مجلس حضرموت الوطني و بقية الاطراف في اليمن إلى إعادة بناء على أسس جديدة كلياً تضمن تحقيق المصالح المشتركة بما لا يتعارض مع تطلعات شعب حضرموت و مستقبله .

الخلاصة:
يمثل مجلس حضرموت الوطني تجربة فريدة في سياق الصراع اليمني، حيث يسعى إلى تحقيق التنمية والاستقرار في حضرموت ومع ذلك، تواجه هذه التجربة العديد من التحديات و التعقيدات التي تتطلب حلولاً مبتكرة وجهداً مشتركاً من قبل جميع الأطراف المعنية.

حفظ الله حضرموت و شعبها
و وفق الله الجميع لما فيه الخير و الصلاح

م / محمد مبارك الحضرمي

عن ادارة التحرير

Avatar

شاهد أيضاً

الحلقة ما قبل الأخيرة

 الحلقة ما قبل الأخيرة كتب / رشاد خميس الحمد السبت 2 نوفمبر 2024 منذ الوهلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *