حتى تكون هبّة الحلف.. لحضرموت !.
إقالة المحافظ في هذا التوقيت نقطة سلبية وليست في صالح حضرموت وقضيتها !!.
وحتى أستقالته تعتبر انهزام وهروب من المسؤولية والواجب الذي عليه الصمود لأجله ،،،
والأهم اليوم أن تتوجه شخصيات لها ثقلها الأجتماعي والقبلي لقيادات الهضبة وتحذرهم من قرارهم الأرتجالي بالمغامرة وفرض معركة على حضرموت ليست مستعدة لها والذي سيجلب لحضرموت الفرقة وذريعة للتدخلات الخارجية ويفقد مجتمعها السلم الاجتماعي والأمن أضافة لزيادة في معاناة الناس من الخدمات ، ولن يحقق أي مكسب سيادي أو حقوقي لحضرموت !!!.
مساعي الصلح مع أنها محمودة دائما إلا أنها هنا تكرس الأنحراف عن الأولى ، فالأولى الأنكار على من يريد أن يغامر بسلم المجتمع وأمنه واستقراره وأن يُنكر عليه طيشه وليس القبول بفعله ومحاولة أقناع العقلاء بالأمر الواقع ، و يبدو أنه حتى هذه المساعي الخيّرة بالصلح لا نتائج لها وأنما هي كمن يزرع في أرض سبخة لا جدوى من زراعتها ، والسبب أن هذه القيادات في الهضبة صدقت نفسها أنها تخدم مصالح الشعب الحضرمي فبقيت متمسكة بمواقف متزمتة ، خصوصاً مع هذا التأييد من بعض المجموعات التي تشعر باليأس وظنوا في هذا التوجه أنهم في سبيل نصرة مظلمة مجتمعهم البائس !!!.
هذا الحراك بقيادة الحلف يعتمد على حماس متهور تحكمه عواطف مكبوتة وبعض المصالح التي لا علاقة لها بمصلحة حضرموت ، لذلك فإن قياداته يضايقهم صوت العقل والحكمة ونصح الناصحين المخلصين لقضيتهم !.
لابد من أقناع قيادات الحلف بسوء العاقبة ومحاولة ترتيب هذا الحراك بحيث يشارك فيه عقلاء المجتمع الحضرمي المدني والقبلي ، وتأمين أنسحاب مشرف لتلك القيادات بحيث يستمر الزخم الجماهيري بفاعلية أكبر مسيطر عليها وبتأييد معظم شرائح المجتمع ويوجه نحو مطالب حضرموت السيادية والحقوقية بالتنسيق مع السلطة المحلية ،،
ولا يمكن تحقق هذا التطور الأيجابي لهذا الحراك إلا بقبول قيادة الحلف بتولي هذا الحراك مجلس من الكفاءات الحضرمية المؤهلة لإدارة هذا الحراك لتتلافى السلبيات الحاصلة الٱن وتركّز تأثيرها على ما يخدم القضية الحضرمية ويستثمر عوامل تميّز حضرموت النسبية ومكامن قوتها التي يجري الٱن محاولات تجريد هذا الحراك منها بحيث توظف لخدم مطالب المجتمع ومصلحة حضرموت ،،،
إذا كانت هذه القيادات صادقة لخدمة قصيتها ومجتمعها فيجب عليها الأذعان لصوت العقل والمصلحة، والتاريخ فيه أمثلة مشرفة لقيادات صادقة لمجتمعها قامت بثورات وسيطرت على الموقف ثم تنحّت لتأخذ البلاد مسار العدالة والتنمية ، وكمثال : المشير سوار الذهب الذي قام بثورة على فساد النظام وبعد أن سيطر على الموقف وأستقر الأمر له سلّم الراية لقيادات الأمن والتنمية في البلاد لتكمل المسيرة ، وبذلك جنب البلاد الفوضى وأستمرت في تنميتها ، وبقي أسمه مخلدا وتاريخه مشرف ،،
وقيادات الحلف اليوم في موقف ضعيف لم ولن يسيطروا على حضرموت ولن يؤمنوا للناس خدمات ولن يحققوا أي مكسب لقضيتها ومطالبها الحقوقية والسيادية بهذا الألتفاف المجتمعي المنقوص من شرائح كثيرة من المجتمع والنخب واركان القبائل الذين لم يقتنعوا بالمجازفة الغير محسوبة العواقب، فلو جنحت تلك القيادات نحو أخوانهم وحرصوا قبول نصائحهم لأكملوا معهم مسيرة هذا الحراك بطريقة أجدى ولحافظوا لأنفسهم على شرف المبادرة ولخدموا حضرموت وجنبوا أنفسهم الخيبة التي تلوح فى الأفق !،،،
نرجو أن تكون قيادات الحلف ومن شايعهم في الهضبة على قدر المسؤولية كما هو ظنّنا بهم فحضرموت اكبر من الجميع ،،،
( سالم باوزير )