الرجل الذي كان بركة على قبيلته ولم يولد في قبيلته أعظم منه!
كانت قبيلة طيء القحطانية على وشك أن ترتدّ عن الإسلام بعد أن رأت كافة جيرانها من قبائل نجد تعلن ردّتها خصوصا أن إسلامها لم يثبت ولا يزيد فعليا عن سنَة، لكن حفظهم الله برجل استثنائي عظيم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم الذي وقر الإيمان في قلبه وهو ابنهم وسيدهم وابن سيدهم *عَدِيّ بن حاتم الطائي*
نعم هو ابن الكريم الشهم الذي يؤثر من حوله على نفسه ويقضي حوائجهم ورفع مكانتهم وسمعتهم عند العرب بجوده وكان الابن كوالده معَظمَا عند قومه، إلا أنه مع ذلك لم يستخدم الأساليب التقليدية في دعوتهم وتثبيتهم بل خطط بكل وسيلة لتعزيز إيمانهم ودعوتهم لمبايعة أبي بكر الصديق رضي الله عنه وحين ظن بعضهم أن أبا بكر لا يستطيع قتال كل هذا الكم الكبير من القبائل المرتدة، وقالوا أبا بكر تعني ولد الناقة وقالوا أبا الفصيل باستهانة، قال لهم سترونه أبا الفحل للدلالة على عظمته وهيبته وأرسل 300 من الإبل لأبي بكر زكاة قومه لإيصال رسالة أننا على الإسلام وكانت قبيلته تتكون من فرعين كبيرين
الغوث وهو منهم وكانوا معه
والفرع الثاني يقال لهم : جديلة وقد انضموا لأحد كبار المرتدين وقتها طليحة بن خويلد الأسدي زعيم بني أسد الذي ادّعى النبوة ومعه الأحمق المطاع سيد غطفان عيينة بن حصن وكلاهما قبيلتين كبيرة من قبائل مضر من عدنان
وعندما أراد خالد بن الوليد رضي الله عنه قتالهم قال : يا أبا سليمان، لا تفعل، أقاتل معك بيدَيْن أحبّ إليك أم بيد واحدة؟
فقال خالد: بل بيدين. فقال عَدِيّ: فإنّ جَدِيلَة إحدى يديّ. فكفَّ خالدٌ عنهم والتفّت طيء كلها بفرعيها الكبيرين غوث وجديلة خلف عدي بن حاتم الطائي الذي تولّى حراسة خالد بن الوليد رضي الله عنه في قتال طليحة الأسدي مدّعي النبوة
ونالت قبيلته شرف نصرة الإسلام مع المهاجرين والأنصار بفضل الله ثم بهذا القائد العظيم فانتصر خالد على المرتدين انتصارا ساحقا فهزم طليحة الأسدي في معركة بزاخة والأحمق المطاع عيينة ثم قتلوا مسيلمة الكذاب وأتباعه ثم أسقطوا مملكة كسرى ومملكة قيصر وكانت طيء في مقدمة الأبطال بقيادة زعيمهم، ودخلوا التاريخ في أعظم وأوسع أبوابه ونالوا شرف الدنيا وأجر الآخرة فلم يذلّوا كغيرهم من القبائل التي لم ينالوا إلا الهزيمة وما اتعظوا إلا بعد أن هانوا
بعد ثمانين عام يصف أحد شعراؤهم وهو الطرماح الطائي كيف أعزهم الله بهذا الموقف العظيم الذي يقف خلفه هذا البطل مع سيف الله خالد بن الوليد وكيف كان لطيء القحطانية شرف الثبات عندما كفرت جيرانهم من قبائل قيس بن عيلان وخندف المضرية العدنانية وكذلك مسيلمة في قومه من بني ربيعة من عدنان
بِهِمْ نَصَرَ اللَّهُ النَّبِيَّ، وأُثْبِتَتْ
عُرَى الحقِّ في الإسلامِ حتّى استمرَّتِ
وهُمْ دَمَغُوا بالحَقِّ أيَّامَ خَالِدٍ
شَيَاطِينَ أهْلِ الشِّرْكِ حَتَّى اطْمَأنَّتِ
شَيَاطِينُ مِنْ قَيْسٍ وخِنْدِفَ غَرَّها
مِنَ اللهِ مَا كانَتْ سَجَاحِ تَمنَّتِ
ونَحْنُ ضَرَبْنَا يَوْمَ نِعْفَيْ بُزَاخَةٍ
معدّاً علَى الإسلامِ حتَّى تولَّتِ
وحَتَّى اسْتَقَادَتْ قَيْسُ عَيْلانَ عَنْوَةً
وصامَتْ تَمِيمٌ لِلسُّيُوفِ وصَلَّتِ
*هذا الذي يقال عنه رجل عن قبائل!*
رضي الله عن عَدِيّ بن حاتم القائد الاستثنائي
عبدالاله سعيد بن عيلي